الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الهجرة من بلاد الكفر بين الوجوب والاستحباب

السؤال

سؤالي : هل وجب علينا الهجرة ؟ وأما إذا بينت أحوال بلدي: أنا أعيش في الصين في منطقة منطقة غربية . هذا المنطقة أهلها مسلمون منذ ألف سنة. أما الآن تحت سلطة الصين المسلمون هنا يعيشون في حالة محزنة لقلب المسلمين .لأننا نعيش في ضيق كبير في أمر ديننا مثلا: نشر الدين بواسطة أي طريق ممنوع إلا خطب الجمعة ومن خالف يسجن . أولادنا لا ينشؤون على الدراسة أو العلم الشرعي غير الدراسة في البيوت خفية، فبهذه المحاربة الناس جهال في الدين ولا يسمح لرجل أن يلد أكثر من ثلاثة، والرابع يقتل في المستشفى . والحج قبل ستين سنة من العمر ممنوع، وحتى في الستين بصعوبة وبالرشوة. وأبناؤنا يدرسون في المدارس الشيوعية إجباريا حتى تكميل الثانوية والجنسان مخلطان مع بعض .والحجاب ممنوع واللحية ممنوعة. وكم من إخواننا وأخواتنا في السجن أو في القبر بسبب أنهم يريدون تحقيق لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. وهناك أمور كثيرة. هل وجب علينا الهجرة ؟ وأنا طالب العلم الشرعي إن هاجرت من هنا هل أحاسب على أنني لم أبق هنا لدعوة الناس بعد التحصيل على العلم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام يختلف حكمها باختلاف الأحوال، فقد تكون واجبة أو مستحبة كما سبق وأن بينا بالفتوى رقم 12829 ، وفيها أنه تجب في حق من لا يستطيع إقامة شعائر دينه أو يخشى أن يفتن في دينه، والذي يظهر لنا أن هذا متحقق في الحالة التي ذكرت، فمن كان قادرا على الهجرة وجبت عليه. ولا حرج في أن يبقى من عنده علم نافع وإيمان راسخ بغرض الدعوة بشرط أن يأمن على نفسه وأهله، وانظر الفتوى رقم: 11316.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني