الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مخاطر السفر إلى بلاد الكفر

السؤال

فضيلة الشيخ أنا من مواليد هذه البلاد المباركة، نشأت فيها و ترعرعت لنا فيها أكثر من 60 سنة ..لكن بسبب ضغوطات النظام والإقامة علينا لم نستطع أن نعيش فيها ونأخذ أبسط حقوقنا من العلاج والتعليم والعمل والتملك وغيرها.
فضيلة الشيخ هل يجوز لي الهجرة إلى إحدى الدول الغربية لكي أتمتع بالحقوق الإنسانية هناك ؟ أفتونا مأجورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى على كل ذي لب وعقل سليم أن في بلاد الكفر من أسباب الشر والفتنة والفساد ما يجعل المسلم الحريص على دينه يحسب ألف حساب إذا فكر في الهجرة إلى تلك البلاد، وقد سبق لنا بالفتوى رقم: 2007 تعداد بعض مضار الإقامة في تلك البلاد، وخاصة الضرر الذي يعود على الأولاد بسبب وجود الحريات البهيمية التي تضعف من سلطان الأب على أولاده. ومن هنا لا يجوز للمسلم الهجرة إلى تلك البلاد إلا لضرورة أو حاجة. وبلد يفتقد المسلم فيه شيئا من دنياه خير من بلد يجد فيه دنياه ويفقد فيه دينه، فالدين رأس مال المسلم، وما أحسن ما قاله القحطاني في نونيته حين قال:

الدين رأس المال فاستمسك به * فضياعه من أعظم الخسران.

قال القاضي عليش في فتاويه: وقد روى أشهب عن مالك لا يقيم أحد في موضع يعمل فيه بغير الحق. قال في العارضة : فإن قيل : فإن لم يوجد بلد إلا كذلك قلنا يختار المرء أقلها إنما مثل أن يكون بلد فيه كفر فبلد فيه جور خير منه, أو بلد فيه عدل وحرام فبلد فيه جور وحلال خير منه للمقام....اهـ.

فينبغي أن تنظر إلى ما تجده في هذه البلاد من الأمن والاستقرار والعيش بين المؤمنين تسمع الأذان وتتنقل بين جماعاتهم وجمعهم وغيرها من نعم الله تعالى التي لا تعد ولا تحصى، والتي يفتقدها كلها أو كثير منها من عاش في غير هذه البلاد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني