الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التسابق في العبادة مطلوب على الدوام

السؤال

هل من المشروع عند غيظي من أحد أن أحاول أن اجتهد في العبادة أكثر لأكون أحسن منه وهل ممكن أن أصب جام غضبي في داخلي وأقول ما أشاء بيني وبين نفسي حتى أهدأ حتى ألقاه وأنا هادئة نوعا ما؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن اجتهاد المسلم في العبادة ليحصل على أكبر قدر ممكن من الثواب والأجر عند الله تعالى لا حرج فيه، بل هو أمر مطلوب شرعاً، فقد أقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم الفقراء عندما طلبوا منه أن يدلهم على باب من الطاعة يتميزون به عن غيرهم من أهل الأموال، ويعوضون به نقص العبادة المالية من أجل فقرهم وقلة ذات يدهم، والحديث كما في الصحيحين واللفظ لمسلم عن أبي هريرة : أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب أهل الدثورمن الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم ... إلى أن قال لهم صلى الله عليه وسلم: أفلا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: تسبحون وتكبرون وتحمدون دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين.
وهذا من باب التنافس في العبادة والاستكثار من الأجر.
لذا فنقول للسائلة: لا حرج عليك في التوجه إلى الله تعالى بالعبادة من أجل أن تكوني أحسن حالاً من غيرك، سواء كان ذلك بسبب غضب على ذلك الغير أو لا.
وأما قولك ما تشائين في حالة الغضب من سب أو شتم من غضبت عليه، فلا يجوز لأن عرض المسلم حرام كحرمة دمه. وعليك أن تهدئي غضبك بما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ومن الوضوء عند الغضب، ففي سنن أبي داود وغيره، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ.
وجاء في صحيح البخاري عن سليمان بن صرد قال: كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستَبَّان فأحدهما أحمر وجهه وانتفخت أوداجه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان ذهب ما يجد.... إلى آخر الحديث.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني