الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطر الاسترسال مع الوساوس

السؤال

موضوعي هذا صعب علي حياتي، وقد نال مني ما نال، هو موضوع الطلاق وكثرة التفكير فيه، فقد بدأ معي منذ حوالي شهرين أو أكثر.
لا أعرف سببه، ولكني في لحظة من اللحظات توقفت عن عدة مواضيع انتبهت لها أثناء عملي وهي أخطاء وقعت بها من خلال عملي. ولهذا بدأت بمحاسبة نفسي والاستغفار والتوبة إلى الله من الأخطاء، وشيئا فشيئا أصبحت أتذكر أمورا كثيرة، ومنها بدأ معي هذا التفكير والذي قد يكون وسواسا.
أولاً – حلف يمين بالحرام، وقد قمت باستفتاء العلماء وأفتوني بدفع كفارة يمين (علماٌ أنني لست متأكدا في النية ولا عدد مرات الحلف لذا دفعت ما غلب الظن عليه) ولكني مازالت خائفاً من هذا الأمر لأن في اعتقادي أنه قد يكون قد وقع الطلاق، وهذا الأمر يشوشني لأني بعض الأحيان أقول في نفسي أني لم أكن أحلف كذبا، وبعض الأحيان أني عندما حلفت اليمين قصدت منع نفسي من أخذ هذه الأشياء أو فعلها، لذا لحد الآن أنا مشوش من الفتاوى.
ثانياً – الكلام في كناية الطلاق وإن كان قصدي الطلاق أو لا. علماً أنني لا أتذكر شيئا عن النية، وأيضا لم أكن أعلم أن هذه المصطلحات هي كناية عن الطلاق، لذا فكيف يكون في نيتي الطلاق، ولو أني قصدت الطلاق لكنت قلته صريحا لأني في الأصل لا أعلم أن هذه الكلمات هي كناية عن الطلاق مثال:( اذهبي إلى أهلك، أو لم أعد أريدك ) وأغلب الظن أن ما قلته هو كلام عادي أو للتخويف، أو فقط كلام حتى أسمع رد فعلها، ولكني الآن في حيرة كبيرة من أمري.
ثالثاً – حديث النفس وهو الأصعب لأني كثيرا أحدث النفس حتى في أمور أخرى، وهنا المشكلة عندما بدأ معي هذا الأمر كنت أحاول جاهدا عدم التلفظ به ولكني في بعض المرات أنسى نفسي، وعندما أقف عند شيء معين ينتابني شعور أني حركت فمي بالطلاق، أو لم أحركه؟ وهل صدر الصوت أو لم يصدر؟ أو تحرك اللسان أم لا؟ لذا هذا أصعب المواقف التي أمر بها الآن، علما أن حديث النفس يأتيني خلال الصلاة وقراءة القرآن الكريم، أو الأذكار والتسبيحات وهذا ما يختلط علي إن كنت قد تلفظت به أثناء القراءة أو التسبيح أم لم أتلفظ به، ولكن أغلب الظن أني لم أنطق به قد يكون مجرد تحريك لسان وقد لا يكون.
آسف جداً على الإطالة، إنني أحاول جاهدا طرد هذه الأمور من رأسي ولكن هذا أمر فيه صعوبة كبيرة.
الرجاء أن تفيدوني وأن تفتوني في أمري. وهل ما أنا فيه وسواس أم ماذا؟ وما هو الحكم في هذه الأمور كلها، علما أنها تحدث عندي كثيراً وخصوصاً أثناء زيادة التقرب من الله، والصلاة والصوم، وقراءة القرآن وحفظه مع مدوامتي للأذكار في كافة الأوقات.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن الواضح أنك موسوس، والعلاج للوسوسة هو الالتجاء إلى الله وإكثار سؤاله أن يصرفها عنك، ويضاف لذلك الإعراض عنها وعدم الاسترسال فيها، ومخالطة أهل الخير والاستقامة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني