الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى قول الله (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ)

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم سؤالي هو كيف نرد على من يقول بأن قول الله تعالى " ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام " قاصمة ظهر السلفية ؟؟؟ أرجو منكم الإفادة جزاكم الله خيرا

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فأهل السنة فسروا الوجه بالذات في قول الله تعالى:وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ [الرحمن:27].
ولم ينقضوا بهذا أصلهم من منع التأويل، لأن التأويل هو صرف اللفظ عن ظاهره، وهذا المعنى "الذات" هو الظاهر من اللفظ بدليل أنه المتبادر إلى الذهن عند سماع الآية، إذ ليس للوجه خصوص في البقاء دون الذات، كما أنه يلزم من بقاء الصفة بقاء الذات، ولهذا لما أضاف الله الوجه إلى الذات، وأضاف النعت إلى الوجه دل على أن ذكر الوجه ليس بصلة، وأن قوله: ذو الجلال والإكرام صفة للوجه، والوجه صفة الذات. ذكره البيهقي نقلاً عن الخطابي فعبر بالوجه عن الذات.
على أن أهل السنة إنما يمنعون التأويل الذي لم يدل عليه دليل.
ولا مجال في هذا المقام للحديث عن هذه القضية.. ونكتفي بإيراد عبارة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والتي نقلها عنه الإمام القاسمي في تفسير محاسن التأويل فقال: نحن نقول بالمجاز الذي قام دليله، وبالتأويل الجاري على نهج السبيل، ولم يوجد في شيء من كلام أحد منا أنا لا نقول بالمجاز والتأويل -والله عند كل لسان- ولكن ننكر من ذلك ما خالف الحق والصواب، وما فتح به الباب إلى هدم السنة والكتاب واللحاق بمحرفة أهل الكتاب. محاسن التأويل 17/6156
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني