الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاقتباس من القرآن الكريم...نظرة شرعية

السؤال

وتعالي , أنت الآنَ قاب شفتين أو أدنى من الحب ، فهزّي إليكِ بجذعِ اللحظة وصلّي لنا وتناسوا تناسلي وتساقطي عشقاً شهياً...هل يجوز استخدام هذه المفردات في نص أدبي كهذا؟ الكاتب احتج بأن الأقدمين قد استخدموا نفس الأسلوب وضرب لنا المثالين التناليين :قول علي كرم الله وجهه :( إذا قربت ساعة يا لها //// و ( زلزلت الأرض زلزالها ) .. وأيضا : قول صفي الدين الحلي : وقدر الخال على خدِّه // ( ذلك تقدير العزيز العليم ) ..أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء للأهمية .حفظكم الله ورعاكم .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن كان الاقتباس والتضمين لآيات الكتاب في النثر أو الشعر المقصود منه الاتعاظ بآياته وتدبر عظاته على وجه التعظيم والتبرك وتحسين الكلام فلا بأس، وهذا ما فعله جماعة من السلف.
قال السيوطي -رحمه الله-: لم يتعرض له المتقدمون ولا أكثر المتأخرين، من الشافعية مع شيوع الاقتباس في أعصارهم، واستعمال الشعراء له قديماً وحديثاً، وقد تعرض له جماعة من المتأخرين، فسئل عنه الشيخ العز بن عبد السلام فأجازه، واستدل له بما ورد عنه صلى الله عليه وسلم من قوله في الصلاة وغيرها."وجهت وجهي..." ألخ وقوله"اللهم فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا اقضِ عني الدين وأغنني من الفقر". الحديث من بلاغات مالك في الموطأ.
وقال ابن مفلح -رحمه الله- في الآداب الشرعية: سئل ابن عقيل عن وضع كلمات وآيات من القرآن في آخر فصول خطبة وعظية؟ فقال: تضمين القرآن لمقاصد تضاهي مقصود القرآن لا بأس به تحسيناً للكلام، كما يضمن في الرسائل إلى المشركين آيات تقتضي الدعاية إلى الإسلام، فأما تضمين كلام فاسد فلا يجوز ككتب المبتدعة، وقد انشدوا في الشعر.
ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنيناً
ولم ينكر على الشاعر ذلك، لما قصد مدح الشرع وتعظيم شأن أهله. وكان تضمين القرآن في الشعر سائغاً لصحة القصد وسلامةالوضع.
انتهى
وقال السيوطي في الإتقان 1/297: وفي شرح بديعية ابن حجة الاقتباس ثلاثة أقسام: مقبول ومباح ومردود.
فالأول: ما كان في الخطب والمواعظ والعهود.
والثاني: ما كان في القول والرسائل والقصص.
والثالث: على ضربين: أحدهما: ما نسبه الله إلى نفسه، ونعوذ بالله ممن ينقله إلى نفسه: كما قيل عن أحد بني مروان أنه وقع على مطالعة فيها شكاية عماله:"إن إلينا إيابهم* ثم إن علينا حسابهم".
والآخر تضمين آية في معنى هزل ونعوذ بالله من ذلك كقوله:
أوحى إلى عشاقه طرفه === هيهات هيهات لما تـوعدون
وردفه ينطق مــن خلفه === لمثل ذا فليعمل العاملـــــون
قلت: وهذا التقسيم حسن جداً وبه أقول.
انتهى
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني