الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية تخفيف الإمام للصلاة

السؤال

أصلي إماما متطوعا في مسجدنا، ولكن بعض الناس يشتكي من الإطالة في الصلاة وخاصة صلاة الفجر، مع أنني أعتبر نفسي مقصرا في اتباع السنة، مثلا فجر الجمعة أقرأ بصفحتين فقط من السجدة، وصفحة من الإنسان. وفي غيرها من الأيام أقرأ بصفحة واحدة فقط في الركعة. فوجدت نفسي أمام خيارين إما أن أعتذر لهم عن الإمامة كليا وتركهم لاختيار من يشاؤون أو أن أتبع أهواءهم وأخفف أكثر.
فهل الأفضل ترك الإمامة في الصلاة للمخففين أم التخفيف وترك السنة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت أقرأ القوم، فالذي ننصحك به ألا تدع إمامتهم في الصلاة، ولتخفف لهم الصلاة ما دمت تؤديها تامة لا تخل بشيء من أركانها وواجباتها، وليس في هذا اتباع لأهوائهم، فإن تخفيف الإمام الصلاة، واقتداءه بأضعف القوم، أمر مشروع.

ولا ريب في أن اتباع السنة في القراءة أمر حسن، ولكن إن كان أهل المسجد لا يجيبون إلى هذا، فارفق بهم وتلطف لهم، وعلمهم في أناة وتؤدة وبين لهم فضل متابعة السنة حتى يجيبوا إليها إن شاء الله.

ثم اعلم أن ترك بعض المستحبات لأجل تأليف القلوب ودفع مفسدة التنافر والخلاف أمر مشروع، كما بينا ذلك في الفتوى رقم: 134457، فإن قصدت بما تفعله من ترك بعض السنن كتطويل القراءة حيث شرع ذلك بقصد تأليف القلب، وعدم تنفير الناس، كنت مأجورا إن شاء الله، وإن وجد في الجماعة من هو أقرأ منك فينبغي تقديمه للإمامة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله. رواه مسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني