الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العواصم من الفتن والشهوات

السؤال

‏ أنا الحمد لله مثقف في السياسة، ‏والعسكرية، والرياضة، يعني الحمد ‏لله بشكل عام ناضج نوعا ما، وعمري 16 سنة، لكن مشكلتي تكمن ‏في الناس الذين حولي، بمعنى أني أجد ‏كل أصحابي مصاحبون لبنات، أو ‏يدخنون، وليس فقط أصحابي ولكن ‏أيضا أغلبية من هم في مثل سني، ‏والذي لا يفعل مثلهم يعتبر متخلفا ‏عنهم وهكذا. وبصراحة أنا لا أريد ‏أن أكون مثلهم، لكن الشيطان يصور ‏لي المتعة في أنك تكون تصاحب ‏بنتا أو تدخن، وحتى تشاهد أفلاما ‏جنسية؛ بحجة أن هذه سني ولا بد أن أفعل هكذا. وبصراحة أنا تعبت ولا ‏أعرف ماذا أفعل؟ ‏
أتمنى لو يوجد حل بسيط لمشكلتي أقدر ‏أستفيد به. وشكرا على موقعكم الرائع ‏وربنا يوفقكم لما فيه الصالح.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ينبغي لشاب مثلك وقد رزقه الله فهما وعلما أن يكون متأثرا بمن أغواهم الشيطان، بل مؤثرا فيهم بالخير .

والذي ننصحك به هو حمل نفسك على طريق الاستقامة، والبعد عن صحبة هؤلاء، والاستماع إلى ضلالاتهم هذه؛ ونذكرك بما روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ.

قال المناوي في فيض القدير: خص الشاب لكونه مظنة غلبة الشهوة وقوة الباعث على متابعة الهوى، وملازمة العبادة مع ذلك أشق وأدل على غلبة التقوى. اهـ.

ومن الوسائل المساعدة في الالتزام والثبات عليه: الدعاء، وصحبة الأخيار، وحضور مجالس العلم والوعظ التي ترقق القلوب وتزكي النفوس, ومنها دعوة الآخرين للاستقامة، والاشتغال بالأعمال الصالحة، وترهيبهم وتنفيرهم من الاشتغال بالرذائل، ومن الوسائل أيضاً التي تساعدك على قمع النفس كثرة النظر والتأمل في نصوص الوحي التي ترهب من عذاب الله، فإن العلم بها يقمع الأهواء كما يدل له الحديث: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً, وما تلذذتم بالنساء على الفرش, ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.

وأكثر كذلك من النظر والمطالعة في الحديث عن الله تعالى وأسمائه الحسنى وصفاته العلى، فطالع في صفات عظمته وجبروته وانتقامه، واطلاعه وعلمه بكل ما يعمله الناس وبخطرات نفوسهم، حتى يتولد عندك من استشعار المراقبة ما يولد فيك الحياء من الله تعالى ومهابته وخشيته بالغيب، وأكثر سؤال الله أن يعفك ويعيذك من الشر ويعصمك من الفتن، وحافظ على الأذكار فإنها تحميك من الشيطان، فاذكر الله بحضور القلب كلما خطرت الشهوة في قلبك، وسل الله أن يخفف ما بك ويعفك، فادع الله بالدعاء المأثور: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. رواه مسلم. وبالدعاء المأثور: اللهم طهر قلبي، وحصن فرجي. رواه أحمد.

وراجع في تحريم التدخين واقامة العلاقات مع النساء، ونظر الأفلام الخليعة. وللمزيد فيما تقدم الفتاوى التالية أرقامها:

1671 30425 121673 136269

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني