الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يؤاخذ المرء بالوساوس وإن كانت كفرية مادام يكرهها ويجاهدها

السؤال

كنت أسب الرسول صلى الله عليه ‏وسلم، وأتوب، وأسبه، وأتوب،‏ عدة مرات، وكانت تتكرر ردتي، ‏وليس سب الرسول وحده، بل سب ‏لله، وترك للصلاة، فأتوب في اليوم ‏ثم أكفر في نفس اليوم عدة مرات، يعني ‏أني أتوب وتسول لي نفسي وأترك ‏الصلاة في هذا اليوم، وهكذا. وأريد ‏أن أتوب من هذا كله.‏
‏ هل يقبل الله توبتي؟ وهل ‏يجب علي أن أذهب إلى الإمام لإقامة الحد ‏علي لسب الرسول عدة مرات، وسب ‏الله عدة مرات؟
أرجو الرد سريعا.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فسب الله تعالى، أو دينه، أو رسوله صلى الله عليه وسلم، كفر مخرج من الملة بإجماع أهل العلم؛ وراجع في ذلك الفتويين: 9880، 8927.
ومن وقع في شيء من هذا ـ والعياذ بالله ـ ثم تاب توبة نصوحا، نفعته توبته عند الله تعالى، وإن كان قد كرر الردة قبل ذلك مرارا.

وراجع في حكم توبة من تكررت ردته الفتوى رقم: 198697 وما أحيل عليه فيها.

وأما مسألة الذهاب للإمام لإقامة الحد، فهذا لا يلزم، بل يلزمه التوبة والنصح فيها، ويستر على نفسه ويحسن في ما بقي؛ وراجع الفتوى رقم: 119995.
والذي نظنه من حال السائل أنه يعاني من الوسوسة في هذه الأمور، وأن هذا السب الذي ذكره ليس حقيقيا وإنما هو تخييل، فإن كان كذلك، فالمرء لا يؤاخذ عليها طالما أنها مجرد وساوس وخواطر تهجم على النفس، يكرهها الإنسان وتزعجه، وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 76732، 37959، 99234.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني