الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

في البداية جزاكم الله خيرا على هذا الموقع المبارك المفيد، ولا أريد أن أطيل عليكم، وسؤالي هو: ما معنى الشهادتين مع كلمة أشهد؟ وما هي نصائحكم لمن يعاني من الوساوس في الشهادتين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعنى شهادة أن لا إله إلا الله: نفي استحقاق العبادة عن كل ما سوى الله وإثباتها لله عز وجل، فمعناها باختصار: لا معبود حق إلا الله.
وأما معنى شهادة أن محمدا رسول الله: فهو التصديق الجازم من صميم القلب المواطئ لقول اللسان بأن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب هو عبد الله ورسوله إلى كافة الناس، فيجب تصديقه في ما أخبر، وطاعته في ما أمر، والكف عما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع.
وأما معنى أشهد: فقد بينها ابن القيم ـ رحمه الله ـ حيث قال: وَعِبَارَاتُ السَّلَفِ فِي: شَهِدَ ـ تَدُورُ عَلَى الْحُكْمِ وَالْقَضَاءِ، وَالْإِعْلَامِ وَالْبَيَانِ، وَالْإِخْبَارِ، قَالَ مُجَاهِدٌ: حَكَمَ، وَقَضَى، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: بَيَّنَ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: أَعْلَمَ وَأَخْبَرَ، وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ كُلُّهَا حَقٌّ لَا تَنَافِيَ بَيْنَهَا، فَإِنَّ الشَّهَادَةَ تَتَضَمَّنُ كَلَامَ الشَّاهِدِ وَخَبَرَهُ، وَقَوْلَهُ، وَتَتَضَمَّنُ إِعْلَامَهُ، وَإِخْبَارَهُ وَبَيَانَهُ، فَلَهَا أَرْبَعُ مَرَاتِبَ، فَأَوَّلُ مَرَاتِبِهَا: عِلْمٌ، وَمَعْرِفَةٌ، وَاعْتِقَادٌ لِصِحَّةِ الْمَشْهُودِ بِهِ، وَثُبُوتِهِ. وَثَانِيهَا: تَكَلُّمُهُ بِذَلِكَ وَنُطْقُهُ بِهِ، وَإِنْ لَمْ يُعْلِمْ بِهِ غَيْرَهُ، بَلْ يَتَكَلَّمُ بِهِ مَعَ نَفْسِهِ وَيَذْكُرُهَا، وَيَنْطِقُ بِهَا أَوْ يَكْتُبُهَا. وَثَالِثُهَا: أَنْ يُعْلِمَ غَيْرَهُ بِمَا شَهِدَ بِهِ، وَيُخْبِرَهُ بِهِ، وَيُبَيِّنَهُ لَهُ. وَرَابِعُهَا: أَنْ يُلْزِمَهُ بِمَضْمُونِهَا وَيَأْمُرَهُ بِهِ. انتهى.
وأما نصائحنا لمن يعاني من الوساوس في الشهادتين أو في غيرهما: فقد بيناه تفصيلا في فتاوى عديدة، وأصل هذه النصائح هو الإعراض عن تلك الوساوس بالكلية، ويرجى مراجعة هاتين الفتويين وما أحيل فيهما من فتاوى: 122926، 203125

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني