الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مذاهب العلماء فيمن أحرم بالعمرة وهو صغير ولم يكملها

السؤال

اعتمرت وأنا صغير (في المرحلة المتوسطة، لا أذكر العمر بالضبط) ولم أكمل عمرتي بسبب التعب، ولا أذكر ماذا أكملت منها.
فما الحكم في ذلك، علما أني في 25 من عمري الآن؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت قد أحرمت بالعمرة وأنت صبي ولو تكملها، فقد اختلف أهل العلم, هل عليك أن تكملها الآن أم لا ؟

فمذهب الإمام أبي حنيفة أنه لايلزمك الآن شيء, وهذا القول هو الذى رجحه الشيخ ابن عثيمين.

أما مذهب أكثر أهل العلم, فالواجب عليك الآن الكف عن محظورات الإحرام حتى ترجع لمكة، ثم تكمل عمرتك.

وإذا كنت لم تتحقق من الإتيان بالطواف والسعي, فالواجب عليك أن تطوف وتسعى لتعلقهما بذمتك والقاعدة: (أن الذمة إذا عَمَرَت بمحقق لا تبرأ إلا به).

وبخصوص ما أقدمتَ عليه من محظورات الإحرام قبل التحلل من هذه العمرة: فما كان منه من قبيل الإتلاف ـ كقص الشعر، وتقليم الأظافر ـ ففي كل جنس منه فدية واحدة ـ على الصفة التي ذكرنا سابقا ـ وما كان من قبيل الترفه كلبس المخيط، واستعمال الطيب: فلا شيء فيه إذا كنت جاهلا؛ وراجع في ذلك الفتوى رقم: 14023.

وإن كان قد حصل منك عقد نكاح قبل التحلل، فإنه لم يقع صحيحا في قول جماهير أهل العلم، كما في الفتوى رقم: 137983، فالواجب إعادته إن كنت تريد استمراره.

وإن حصل منك جماع جهلا، فلا تفسد عمرتك عند كثير من أهل العلم، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 15047.

وراجع المزيد في الفتوى رقم: 132008، والفتوى رقم: 177193

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني