الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل المرض قبل الموت علامة على حسن الخاتمة

السؤال

جزاكم الله عنا كل خير: أختي توفيت منذ 3 شهور وتبلغ من العمر 16 عاما ـ رحمها الله وجعل مثواها الجنة ـ وسؤالي هو: هل الإنسان الذي يموت في هذه السن الصغيرة له جزاء عند الله عوضا عن وفاته في مثل هذا السن؟ وهل يعامل في العقاب والحساب مثل الإنسان الكبير فى السن مع وجود اختلاف في التفكير، فمثلا أنا أكبر منها وأفهم أكثر منها وأعطاني الله الكثير من المواعظ وأمهلني كثيرا، وقد مرضت قبل موتها بأسبوع، فهل من الممكن أن يكون قد غفر الله لها ذنوبها في تلك الفترة؟ وحلمت بها في هيئة طيبة أنا وغيرى، فهل هي بالفعل على هذه الهيئة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالله تبارك وتعالى حكم عدل، وفضله عظيم ورحمته تسع كل شيء، وهي تغلب غضبه، وهو سبحانه يجازي الحسنة بعشرة أمثالها أو يزيد، ولا يجزي السيئة إلا بمثلها أو يعفو ويغفر، والرجاء فيه تبارك وتعالى ليس له حد ينتهي إليه، ولذلك فليس هناك من داع للسؤال عن الموت في الصغر أو في الكبر، واختلاف الحساب باختلاف ذلك واختلاف أحوال الناس ومؤهلاتهم، فالله تعالى أعلم بذلك وهو العزيز الحكيم.

وأما المرض قبل الموت: فهو من علامات إرادة الخير للميت، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله تعالى بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة. رواه الترمذي، وصححه الألباني.

وقد دلت النصوص الشرعية على أن ما يصيب المسلم في هذه الدنيا من آفات وبلايا كالمرض وغيره يكون كفارة لذنبه أو رفعاً لدرجته، وراجع في تفصيل ذلك الفتويين رقم: 28603، ورقم: 39035.

وأما رؤية المتوفى في المنام بهيئة طيبة: فهي مما يُستبشر به ويرجى أن يكون دلالة خير على حال الميت، وراجعي الفتوى رقم: 99227.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني