الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعار . الله ..... الوطن .... الملك

السؤال

السلام عليكم
جزاكم الله خيراً أفتوني في حكم هذا الشعار
الله الوطن الملك ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالذي يظهر - والله تعالى أعلم - أن هذا الشعار يعد من الشرك الأصغر من جهة اللفظ، حيث قرن الوطن والملك بالله تعالى في سياق يوحي بتساوي الثلاثة، وكونها في منزلة واحدة في المكانة والأهمية، ومثله قول بعضهم: الله .. الوطن .. الثورة، ومما يدل على ذلك ما رواه النسائي وغيره عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ رَجُلًا، أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ، فَقَالَ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ عدْلًا؟ قُلْ: مَا شَاءَ اللهُ وَحْدَهُ "

وهذا الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم من قوله:" ما شاء الله وحده" هو الأكمل، وإلا فيجوز أن يقال: ما شاء الله ثم شئت، لحديث قُتَيْلَةَ بنت صيفي الجُهَنية أَنَّ يَهُودِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّكُمْ تَنِدُّونَ وَإِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ تَقُولُونَ: مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ، وَتَقُولُونَ: وَالْكَعْبَةِ؟ فَأَمَرَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَرَادُوا أَنْ يَحْلِفُوا أَنْ يَقُولُوا: " وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، وَيَقُولُ أَحَدُهُمْ: مَا شَاءَ اللهُ ثُمَّ شِئْتَ " رواه النسائي في السنن الكبرى وأحمد في المسند، وصححه الشيخ الألباني .

والفرق بين العبارتين أن "الواو" تقتضي المشاركة بالتساوي، و"ثم" تقتضي المشاركة بالتبع، فمشيئة العبد تابعة لمشئية الله، كما هو معتقد أهل السنة والجماعة، ودليله قول الله تعالى: (لمن شاء منكم أن يستقيم *وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين ) [التكوير:29] والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني