الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مشهورة تؤيدها نصوص شرعية

السؤال

إن لبدنك عليك حقا، ومن جار على شبابه جارت عليه شيخوخته ـ فهل في ذلك آية قرآنية، أو حديث شريف، أو قول صحابي؟ وهل يوجد في الإسلام ما يؤيد ذلك؟ وهل الاستمناء له علاقة بذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما العبارة الأولى: فهي بمعنى جزء من حديث في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله: ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا.

وأما العبارة الثانية: فإنما هي مثل شائع، وقد يشهد لمعناه مفهوم قوله صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك. رواه أحمد والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

قال ابن رجب: ومن حفظ الله للعبد: أن يحفظه في صحة بدنه وقوته وعقله وماله، وكان أبو الطيب الطبري قد جاوز المائة سنة وهو ممتع بعقله وقوته، فوثب يومًا من سفينة كان فيها إِلَى الأرض وثبة شديدة، فعوتب عَلَى ذلك، فَقَالَ: هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر. اهـ.

وعلى ذلك، فمن لم يحفظ جوارحه في الصغر قد لا يحفظها الله عليه في الكبر، وأما بخصوص الاستمناء: فكلا العبارتين تتناوله، لما له من أضرار على البدن، ومن حق البدن أن يُحفظ مما يضره، فمن أنهك بدنه بالاستمناء حال شبابه فسوف يجد مغبة ذلك حال كبره، هذا فضلا عن كون الاستمناء محرما، وانظر الفتويين رقم: 23424، ورقم: 7170.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني