الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوساوس في تحريم الحلال أو تحليل الحرام بدون اعتقاد لا تضر

السؤال

عندما سمعت نواقض الإسلام شككت في زوجي بعد أن كنت في قمة السعادة من كونه إنسانا يصلي ويصوم ويزكي ويحج، واعتمر مرات كثيرة ويذكر الله ويقرأ القرآن ويعاملني معاملة حسنة جداً، حيث قال لي مازحا: لا تقل لهما أف ولا تنهرهما ـ فقلت أتستهزئ؟ فقال لا، قصدي أن الزوج بالنسبة للمرأة هو كل شيء أبوها وزوجها... ويقول بسم الله والصلاة على رسول الله أما بعد: ويل لك من يوم عظيم لا ينفع فيه مال ولا بنون ـ فقلت أتستهزئ؟ فقال لا، أنا أعمل نفسي كمن يلقي محاضرة، وكنت أريد منه شيئا، فقلت أحضر لي إياه هدية، فقال حرام الهدايا وأظن أنه لا ينوي تحريم الحلال لكنه يمزح معي، وكنت أكلم أخي ويشكو لي من زوجة أبي، فقال في ماذا تتكلمان؟ وكنت أريد أن أقول له لكنني سألته أليس حراما أن أتكلم عن زوجة أبي؟ فقال لا، لأنه يريد أن يعرف عن ماذا نتكلم، حيث أصابه الفضول، فهل هو مستهزئ ويحلل الحرام ويحرم الحلال مع أنه لا يقصد؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس فيما ورد في السؤال ما يدل على كفر زوجك، والقاعدة أن من ثبت إسلامه بيقين، فلا يزول إلا بيقين لا بشك، وراجعي بشأن ماهية الاستهزاء المخرج من الملة الفتويين رقم: 189059، ورقم: 148445، وما أحيل عليه فيها.

وأما قوله: الهدايا حرام، ونحو ذلك ـ فحيث إن الظاهر كونه لم يرد حقيقة ذلك، فلا يكفر به طالما لم يعتقد تحريم الحلال أو تحليل الحرام شرعا، فضابط التكفير في ذلك هو الاعتقاد.

والظاهر أن سؤالك هذا بسبب الوساوس، والتي ننصحك بالإعراض والتلهي عنها حتى لا تزداد، وقد ذكرنا بعض الوسائل المعينة للتغلب عليها في الفتويين رقم: 51601، ورقم: 3086.
كما يمكنك الاستفادة من قسم الاستشارات بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني