الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجتمع الزوجان في درجة واحدة في الجنة؟

السؤال

أود أن أستفسر من مشايخنا عن أمر يحيرني كثيرًا، وهو:
هل للمرأة درجة زوجها يوم القيامة, وإن كانت هي لا تريده، وهي أفضل منه بكثير، وتعيش معه فقط من أجل أبنائها، وتتحمله رغم تصرفاته السيئة من أجل أن ترتقي درجات في الجنة، فهل هو يرتقي معها؟
وإن كان العكس، وهو من يتحملها رغم سوء خلقها من أجل أبنائه مبتغيا بذلك رضا الله، وأن يرفعه الله بصبره درجات، فهل ترفع هي معه رغم سوء خلقها، ورغم أنه لا يريدها؟
أتمنى من مشايخنا توضيح هذا الأمر بشيء من التفصيل، وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد وردت النصوص دالة على أن المرأة مع زوجها في الجنة، وأنه إذا اختلفت درجتهما جمع الله بينهما بفضله وكرمه. والجنة هي: دار النعيم المقيم، والسعادة الأبدية، فليس فيها ما يكدر، أو ينغص على أهلها حياتهم، قال الله -عز وجل-: يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ {التوبة:21}، وهي دار السلام من كل العيوب، والآفات، قال سبحانه: لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {الأنعام:127}، ففيها تسلم الصدور من ضغائن الدنيا وأحقادها، فيذهب الله ذلك، ويصفي الضمائر قال عز وجل: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ {الحجر:47}، فمن الغريب أن يقيس المسلم الدنيا على الآخرة. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 63913.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني