الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلاق الموسوس... بين الوقوع وعدمه

السؤال

كيف يعرف الإنسان الموسوس في أشياء كثيرة ومنها الطلاق حقيقة نيته؟ خصوصًا إذا كان أصلًا مترددًا في الطلاق! وهل له أن يأخذ ببعض الرخص لتخفف عنه؟
مثلًا: إذا كان لا بد من إضافة زوجتي لكلمة الطلاق معناه أن كل المرات التي فعلتها لم تقع. أكاد أجزم أن أغلب الأحيان أخطئ نفسي عندما أقولها؛ مثلًا: أقول: إن بعض الحروف ما نطقت بشكل صحيح. أو: ليس هناك صوت. أو: ... وهكذا.
دلوني على الطريق الصحيح -جزاكم الله خيرًا-، فأنا لم أفهم ما يعني أن الموسوس لا يقع طلاقه إلا إذا أراده إرادة حقيقية!

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا تلفظت بالطلاق مدركًا غير مغلوب على عقلك، مختارًا غير مكره، وقع طلاقك، أما إذا حدثت نفسك بالطلاق دون تلفظ، أو تلفظت بالطلاق مكرهًا أو مغلوبًا على عقلك بسبب الوسوسة أو غيرها، فطلاقك غير نافذ، وإذا اشتبه عليك الأمر، ولم تدر هل طلقت مدركًا مختارًا أم لا؟ فلا تلتفت للشك؛ لأنّ الأصل بقاء النكاح، فلا يزول بالشك؛ قال الرحيباني الحنبلي -رحمه الله-: ".. وَالْمُرَادُ هُنَا مُطْلَقُ التَّرَدُّدِ بَيْنَ وُجُودِ الْمَشْكُوكِ فِيهِ مِنْ طَلَاقٍ أَوْ عَدَدِهِ أَوْ شَرْطِهِ وَعَدَمِهِ؛ فَيَدْخُلُ فِيهِ الظَّنُّ وَالْوَهْمُ، وَلَا يَلْزَمُ الطَّلَاقُ لِشَكٍّ فِيهِ أَوْ شَكٍّ فِيمَا عَلَّقَ عَلَيْهِ الطَّلَاقَ" مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى (5/ 467)

وقد سبق أن بيّنّا أنّ الموسوس له أن يأخذ بأيسر الأقوال وأرفقها به، وذلك في الفتوى رقم: 181305.
لكن علاجك هو الإعراض عن الوساوس بالكلية وعدم الالتفات إليها.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات النفسية بموقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني