الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اقوى الوسائل والأسلحة لمحاربة الشيطان الرجيم .

السؤال

ما هي وسائل محاربة الشيطان؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الشيطان عدو للإنسان كما أخبر الله تعالى في كثير من الآيات منها قوله تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6].
فإذا علم المسلم ذلك وجب عليه بذل وسعه في محاربة الشيطان بكل ما يستطيع، ومن أقوى الوسائل والأسلحة لمحاربة الشيطان:
1- الاستعانة بالله سبحانه، والاستعاذة بالله من الشيطان، فكلما شعر الإنسان بأن الشيطان يريد أن يغويه استعاذ بالله منه، فالله قادر على رد كيده، قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف:200].
2- ذكر الله تعالى والمداومة عليه، فكلما أحس الإنسان من نفسه غفلة ذكر الله، فإن الشيطان يوسوس لابن آدم، فإذا ذكر الله خنس، أي تراجع وتأخر، كما ورد معنى ذلك في عدة آثار عن ابن عباس وغيره، وهو معنى قوله تعالى: مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ [الناس:4، 5].
3- المسارعة إلى فعل الخيرات، والأعمال الصالحات، واجتناب المحرمات، ومجاهدة النفس على ذلك، فإذا جاهد الإنسان نفسه واستعان بالله على شيطانه، وفقه الله ونصره على هواه وعلى شيطانه، وهداه الصراط المستقيم وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت:69].
4- المبادرة إلى التوبة إذا وقع الإنسان في ذنب، فهذا يغيظ الشيطان ويهدم عمله، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [آل عمران:135، 136]. وقال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ [الأعراف:201، 202].
5- عدم مخالطة رفقاء السوء، ومجالس المعصية، كما في الآية السابقة (202 من سورة الأعراف). مع مجالسة الصالحين، وحضور مجالس العلم والذكر.
6- ملازمة جماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، والشيطان على من فارق الجماعة يركض. رواه النسائي وغيره بإسناد صحيح.
وإذا كان المسلم مع الجماعة المؤمنة كان أبعد من الشيطان، فإذا انفرد برأي أو فهم أو موقف، كان فريسة للشيطان ووساوسه كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد. رواه الترمذي عن عمر وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
وقد رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقة ، وقد رُوي هذا الحديث من غير وجه عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه الإمام أحمد أيضاً.
وقال صلى الله عليه وسلم فيمن يسافر وحده في الصحراء: الراكب شيطان، والراكبان شيطانان، والثلاثة ركب. أخرجه أبو داود والترمذي ومالك وأحمد.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني