الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كثرة الاحتلام لا تبيح ترك الصلاة

السؤال

مشكلتي الاحتلام. أستيقظ أغلب الأيام على جنابة، ولا يمكنني الاغتسال يوميا! تركت صلاتي لفترة بسببه. عندما توقف الاحتلام فترة، قررت العودة للصلاة، فعاد الاحتلام!
مشكلتي هي عدم إمكانية الاغتسال كل مرة من الجنابة. ما الحل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد ارتكبت معصية شنيعة لأجل ترك الصلاة بسبب الاحتلام, فالصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام, فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين, وهي أول ما ينظر فيه من أعمال المسلم، فمن حافظ عليها فاز وربح, ومن ضيعها خاب وخسر، وقد ثبت الوعيد الشديد في شأن من يتهاون بها أو يضيعها, قال تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون: 4 ـ 5 }. وقال تعالى: فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم: 59 }.

وتارك الصلاة جاحدًا لوجوبها، كافر بإجماع أهل العلم، وتاركها تكاسلًا قد اختلف أهل العلم فيه هل يكون بذلك كافرًا أم لا؟ وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 512.
والواجب عليك الآن المبادرة بالتوبة إلى الله تعالى، مع قضاء جميع الصلوات المتروكة, وإذا لم تضبط عددها، فواصل القضاء حتى يغلب على ظنك براءة الذمة.

واعلم أن كثرة الاحتلام لا تبيح ترك الصلاة, ولا فعلها بدون اغتسال, بل الواجب عليك أن تغتسل كلما حصل احتلام ولو عن طريق تسخين الماء، أو الاغتسال في مكان دافئ، والمكث في مكان الاغتسال حتى جفاف البدن.

وعن كيفية علاج كثرة الاحتلام راجع الفتوى رقم: 80533.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني