الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من نزل منها الدم وليس لها عادة ولا تمييز

السؤال

أنا أعاني من اضطراب في الدورة، فهي تغيب عني بالشهور، فلا أعلم وقت عادتي بالضبط في الشهر, ومشكلتي هي أنه في 17 شعبان أتتني الدورة، واستمرت حتى 23 شعبان، وطهرت منها بعد رؤية القصة البيضاء، ولكني من أول يوم من رمضان حتى هذا اليوم -الثامن منه- يأتيني دم قليل جدًّا، لونه أحمر من غير رائحة، واعتبرته دم فساد بحكم أنه لم تمض 13يومًا، وهي أقل مدة بين الحيضتين، سؤالي هو: هل أعد هذا الدم حيضًا، وأترك الصلاة، والصيام؟ أم أعتبره دم فساد؟ وهل يجب عليّ قضاء الصيام؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا الدم الأخير الذي رأيته مع بداية رمضان، واستمر عليك إلى اليوم الذي ذكرت، هو دم استحاضة، وليس بدم حيض؛ وذلك لأنه لا يمكن ضمه إلى ما قبله ليكون حيضة واحدة، ولا يمكن جعله حيضة مستقلة؛ لأن أقل الطهر بين الحيضتين ثلاثة عشر يومًا عند الحنابلة، وخمسة عشر يومًا عند الجمهور، جاء في الشرح الكبير لابن قدامة: فإن رأته بعد العادة، ولم يمكن أن يكون حيضًا لعبوره أكثر الحيض، وأنه ليس بينه وبين الدم الأول أقل الطهر، فهو استحاضة، سواء تكرر أو لا؛ لأنه لا يمكن جعل جميعه حيضًا، فكان كله استحاضة؛ لأن إلحاق بعضه ببعض أولى من إلحاقه بغيره. اهـ

ومن ثم؛ فإن ما فعلت من اعتباره دم فساد صحيح، ولا يجب عليك قضاء الأيام التي جاءك خلالها، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 164025، 142813، 170835.

وإذا استمر عليك الدم المذكور، ولم يتوقف، فإنك تجلسين عادتك إن كانت لك عادة، وتحسبين الباقي استحاضة، فإن لم تكن لك عادة عملت بالتمييز، فإن لم تكن لك عادة، ولا تمييز، فإنك تجلسين بالتحري ستة أيام، أو سبعة من الشهر تعدينها حيضًا، وما زاد عليها يكون استحاضة، وانظري الفتوى رقم: 163201.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني