الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ينتفع الميت بإهداء الأعمال الصالحة من المتهاون بالصلاة

السؤال

هل تقبل صدقة ودعاء واستغفار الشخص المتهاون بالصلاة إلى الشخص الميت؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي البداية ننبه على وجوب المحافظة على الصلاة, وخطورة التهاون بها, فالمتهاون بها على خطر عظيم, ويجب عليه أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى، وأن يحافظ على صلاته مستقبلًا, ومن التوبة قضاء ما تركه منها عند جمهور العلماء, وقد ذكرنا في الفتوى رقم: 61320 كيفية قضاء الفوائت.

ثم إن الشخص العاصي إذا صدرت منه بعض الطاعات -كالدعاء, والصدقة, والاستغفار- فإنها تقبل قبولًا ناقصًا ليس مثل قبولها من المتقين؛ قال القرطبي -رحمه الله تعالى- في تفسيره الجامع لأحكام القرآن عند قوله تعالى في سورة المائدة: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ {المائدة: 27}: قال ابن عطية: المراد بالتقوى هنا: اتقاء الشرك. بإجماع أهل السنة، فمن اتقاه وهو موحد فأعماله التي تصدق فيها نيته مقبولة، وأما المتقي للشرك والمعاصي فله الدرجة العليا من القبول والختم بالرحمة. انتهى.

وراجع المزيد في الفتوى رقم: 51358.

ثم إن أهل العلم قد اختلفوا في وصول ثواب الأعمال الصالحة التي تهدى إلى الميت، مع إجماعهم على وصول ثواب الدعاء له والصدقة عنه، وكنا قد بيّنّا هذا الخلاف وتفصيل آرائهم فيه، كما في الفتوى رقم: 109039 وهي بعنوان: قربات ينتفع بها الميت ويصل ثوابها إليه.

ينبني على هذا أن الميت ينتفع بالصدقة عنه والدعاء والاستغفار له، ولو من الشخص المتهاون بالصلاة، ولا يستبعد أن يكون ذلك ناقصًا عن انتفاعه بما لو أهديت له من شخص متقٍ.

وراجع المزيد في الفتوى رقم: 69795.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني