الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وظيفة المبرمج في شركة تبيع منتجاتها لبنوك ربوية وشركات تأمين

السؤال

سؤالي: أنا متخرج من الجامعة بتخصص علم الحاسوب، وإلى الآن لم أجد عملًا، علمًا أنني حصلت على فرص في شركات برمجة يكون لديها منتج يباع لشركات تأمين أو البنوك.
فما حكم عملي فيها بوظيفة مبرمج في هذا المنتج؟ وعلمًا أني بحثت على عمل لمدة سنتين ولم أجد.
أريد إجابة تريحني من كثرة التوتر والتفكير، والحمد لله على كل شيء، وشكرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله سبحانه أن ييسر أمرك، ويغنيك من فضله، ويرزقك من حيث لا تحتسب.

وبالنسبة للمنتج المذكور: فإن كان خاصًّا بالبنوك الربوية، وشركات التأمين التجاري المحرم، أو لا يباع إلا لها غالبًا؛ فلا تجوز لك برمجته؛ لكونها حينئذ تعاونًا على الإثم والعدوان، وقد قال الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}. وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 133874، 71634، 3143.

وإن لم يكن المنتج خاصًّا بتلك المؤسسات المذكورة، وإنما يباع كذلك لمؤسسات أخرى ذات أنشطة مباحة؛ فلا حرج عليك حينئذ في برمجته؛ اعتبارًا بأصل إباحة البرمجة في ذاتها. وانظر الفتوى رقم: 162055، وإحالاتها.

وعليه؛ فإن كان المنتج المذكور من النوع الأول، فنوصيك بالاجتهاد في البحث عن عمل مباح، مع الاستعانة بالله -عز وجل-، والتضرع والالتجاء إليه؛ ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ .. {الطلاق: 2ـ3}. وتذكر أن من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني