الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من أراد الإهداء للبيت ولم يجد سبيلا

السؤال

أنا من تونس، وعمري 42 سنة، الحمد لله أديت فريضة الحج هذا العام على أحسن ما يرام، وكان الحج بالإفراد، ولم يكن علي هدي، ولكني أردت أن أتطوع بهدي، بشرط أن أشتريه وأذبحه بنفسي، وسعيت جاهدا بكل قوتي في ذلك في أيام النحر كلها، حتى أني كنت أسير من منى إلى مكة، ثم أعود راجلا، وأنا أسأل، وأبحث بكل الطرق والوسائل، ولكني لم أجد سبيلا لهذا الأمر. والآن عدت إلى بلدي.
فماذا علي أن أفعل؟
أفيدوني أثابكم الله.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كان الحال ما ذكر، وكانت إرادتك الإهداء للبيت مجرد رغبة لم يصحبها تلفظ مشعر بالالتزام، فليس عليك شيء، والله يجزيك بنيتك خيرا، ولم يكن يشترط في الهدي أن تشتريه، وتذبحه بنفسك، وإنما كان يكفيك أن توكل من يشتريه، ويذبحه عنك.

وأما إن كنت تلفظت بلفظ مشعر بالالتزام، بأن تهدي هديا، كأن قلت: لله علي هدي، أو نحو ذلك، فيجب عليك ذبح ذلك الهدي في مكة، وأن يوزع على فقراء الحرم.

قال في المغني: وَمَنْ نَذَرَ هَدْيًا، لَزِمَهُ إيصَالُهُ إلَى مَسَاكِينِ الْحَرَمِ؛ لِأَنَّ إطْلَاقَ الْهَدْيِ يَقْتَضِي ذَلِكَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ} [المائدة: 95]. فَإِنْ عَيَّنَ شَيْئًا بِنَذْرِهِ، مِثْلَ أَنْ يَقُولَ: أُهْدِي شَاةً، أَوْ ثَوْبًا، أَوْ بُرًّا، أَوْ ذَهَبًا. وَكَانَ مِمَّا يُنْقَلُ، حُمِلَ إلَى الْحَرَمِ، فَفُرِّقَ فِي مَسَاكِينِهِ. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني