الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصيجة للمبتلى بتعسر أموره

السؤال

كنت أعمل في وظيفة، ووقعت فيها مشاكل كثيرة، وبعد ذلك عرض عليّ عمل آخر، فاستخرت الله ثلاث مرات، وبعد ذلك استقلت، وعملت في العمل الجديد، ولم يستطع صاحب العمل الاستمرار؛ فقام بإغلاق المحل.
وفي فترة عملي في المحل عرض عليّ عمل، فرفضته بسبب العمل الذي كنت أقوم به، وبعد شهرين من الاستقالة، بدأت الأوضاع تتأزم معي ومع عائلتي، وقد قدمت على كثير من الوظائف ولم يتيسر لي شيء، وأشعر أن كل أموري متعسرة، وقد يئست؛ لأني لا أعرف ماذا أفعل.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاعلم -وفقك الله- أن هذه هي طبيعة الدنيا، لا تدوم على حال، بل لا تزال تقلب العبد بين عسر ويسر، وشدة ورخاء؛ فعليك أن تحسن ظنك بالله تعالى، وتعلم أن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا.

واعلم أن الله عند ظن عبده به، وإياك أن تيأس من لطف الله، وفرجه، ورحمته، وقرب تيسيره؛ فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون.

وخذ بالأسباب بحسب استطاعتك، ومن جملتها: دعاء الله تعالى، وطلب التيسير منه، والتوبة إليه سبحانه؛ فإن المعاصي من أكبر أسباب تعسير الأمور، ثم توكل على الله في أمرك كله، وارضَ بما يقدره ويقضيه، عالمًا أن في ذلك الخير والرحمة، والحكمة والمصلحة.

فلا تملّ من البحث والتفتيش عن عمل مناسب، واثقًا بفضل الله، وسعة رحمته، داعيًا له، راجيًا منه التوفيق، وستصل إلى بغيتك بمنّ الله، ولطفه، وكرمه -نسأل الله لنا ولك تيسير الحال-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني