الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط العيش في بلاد غير المسلمين

السؤال

هل البحث عن عمل في الدول الأوروبية غير مستحب؛ لأننا نود السفر بالأولاد والعيش هناك، وذلك لزيادة الدخل ومستوى التعليم والصحة. حيث إننا في مصر إلى حد ما مستوى الدخل لدينا متوسط، ولسنا فقراء؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأفضل بلا ريب هو العيش بين المسلمين، وجواز الإقامة عند غيرهم موقوف على القدرة على إظهار شعائر الدين وأمن الفتنة.

والمستحب أن يبحث المسلم عن العيش في المكان الذي يعينه على طاعة الله، ويجتنب فيه المحرمات، ويبتعد فيه عن المنكرات -وأعظمها الكفر والشرك بالله- فإن لم يجد إلا بلادا تظهر فيها المعاصي، فليتحر منها أخفها، وأبعدها عن المجاهرة، ليكون ذلك أسلم في الدين.

قال ابن العربي -المالكي- في عارضة الأحوذي: إن قيل: فإذا لم يوجد بلد إلا كذلك؟ قلنا: يختار المرء أقلها إثما، مثل أن يكون بلد به كفر، فبلد فيه جور خير منه، أو بلد فيه عدل وحرام، فبلد فيه جور وحلال خير منه للمقام، أو بلد فيه معاص في حقوق الله، فهو أولى من بلد فيه معاص في مظالم العباد. اهـ.

وراجعي للفائدة الفتويين: 118279، 111225.

وهنا ننبه على أن الخطورة الشديدة والفتنة في الدين التي يتعرض لها المسلم في بلاد الغرب -ولاسيما صغار السن والأطفال- قد لا تقارن بالمنافع المرجوة من الإقامة هناك. وراجعي في ذلك الفتاوى: 290545، 20063، 20969.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني