الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تاب من الذنب وفعله مرة أخرى.. الحكم.. والواجب

السؤال

هل هناك ما يبطل التوبة السابقة في الإسلام؟ وكانت هذه التوبة مستوفية للشروط، خالية من الموانع؛ كسوء الظن بالله، وغيره بعد هذه التوبة؟
محمد بن صالح بن عثيمين يقول هناك الفرق بين أن لا يعود للذنب، والعزم على أن لا يعود للذنب في المستقبل في شروط التوبة. أريد بالتفصيل كلامه؟
وهل الذنب يحاسب عليه العبد بعد التوبة؟ وهل يؤثر سوء الظن بالله في التوبة السابقة والأعمال السابقة بعد أيام؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا تاب العبد توبة صادقة محت توبته ذنبه المتقدم، وصار كمن لم يذنب؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. ولا يعود إليه إثم ذلك الذنب الذي تاب منه؛ وإن عاد إلى الذنب، ولكن يكتب عليه إثم الذنب الذي عاد إليه فحسب.

وإن وقع منه سوء ظن بالله تعالى مثلا، فإنه يأثم على هذا الذنب الحادث الذي تلبس به، ولا يرجع إليه شيء من ذنوبه القديمة.

وأما كلام الشيخ ابن عثيمين فهو يوافق ما ذكرناه. فقد قال -رحمه الله تعالى- في فتاوى نور على الدرب: فإن عاد إليه فيما بعد بأن سولت له نفسه بأن يعود فإن التوبة الأولى لا تنتقض، ولكن يجب عليه أن يتوب مرة ثانية من فعله المرة الثانية. انتهى

وعليه؛ فإذا تاب العبد توبة مستوفية شروطها، ومنها عزمه على ألا يعود، ثم زَلَّ وعاد إلى الذنب، فليتب مرة أخرى، وهكذا مهما تكرر منه الذنب. وانظر الفتوى: 328477، والفتوى: 183577.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني