الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجوز التحدث مع الوالد بصوت حاد لمصلحته؟

السؤال

والدي مريض بحساسية الصدر، ولا يريد أن يذهب للطبيب، متظاهرا بأنه سليم، وهو ليس كذلك. ووالدتي لم تستطع إقناعه.
فهل من العقوق أن أتحدث معه بصوت حاد قليلا، ليس ذلك في نيتي، ولكني خائف من إصراره وعناده، مما يؤدي إلى تضاعف المرض؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجوز لك أن تخاطب أباك بصوت حادٍ، ولو كان ذلك بدافع الحرص والخوف عليه. وقد يدخل ذلك في العقوق إذا تأذى به الوالد، فحقّ الوالدين عظيم، والواجب مخاطبتهما بالأدب والرفق والتواضع والتوقير.

قال القرطبي -رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء:23}: أي لينا لطيفا مثل: يا أبتاه ويا أمّاه من غير أن يسميهما، ويكنيهما. قال عطاء، وقال بن البداح التجيبي: قلت لسعيد بن المسيب: كل ما في القرآن من بر الوالدين قد عرفته إلا قوله: وقل لهما قولا كريما. ما هذا القول الكريم؟ قال بن المسيب: قول العبد المذنب، للسيد الفظ الغليظ. انتهى.
وقال أيضاً: فينبغي بحكم هذه الآية أن يجعل الإنسان نفسه مع أبويه في خير ذلة في أقواله، وسكناته ونظره. انتهى.
فاجتهد في إقناع والدك بالتداوي برفق وأدب، وإذا لم يرض؛ فوسّط من يكلمه في ذلك من الأقارب أو غيرهم ممن يقبل قولهم. وراجع الفتوى: 131944، والفتوى: 252283.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني