الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإفرازات السوداء التي تراها المرأة أثناء العادة

السؤال

بارك الله فيكم. يستمرّ الدم معي سبعة أيام، ثم بعد ذلك تنزل كدرة، أو لا تنزل، ثم أرى حبيبات جافة بنية، وصفراء، وحمراء فاتحة، وتستمرّ كذلك سبعة أيام أو ثمانية، فيكون المجموع خمسة عشر يومًا تقريبًا، ولكن في اليوم الثاني عشر تقريبًا يبدأ نزول حبيبات سوداء جافة، وخيوط سوداء جافة، مع نزول الحبيبات الصفراء، وقد تنتهي الحبيبات الصفراء في اليوم الرابع عشر، أو قبل ذلك، وتبقى الخيوط السوداء فقط، وتلك الخيوط ليست حمراء أبدًا، إنما هي سوداء تمامًا، فما حكم تلك الخيوط السوداء الرفيعة؟ وأحيانًا تنزل كُرات صغيرة جافة، كالقطن الخفيف، ولونها أحمر مع أبيض، أو أسود مع أبيض، فأنا أعتقد بأنها تَجَمُّع الخطوط السوداء، أو الخطوط الحمراء، فهل هذا صحيح؟ وكل ذلك يحدث كل شهر بتلك المدة تقريبًا. جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالأسود من ألوان الدم، وهو معدود من جملة الحيض، قال السرخسي في المبسوط: أَمَّا السَّوَادُ، فَغَيْرُ مُشْكِلٍ أَنَّهُ حَيْضٌ؛ لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «دَمُ الْحَيْضِ أَسْوَدُ عَبِيطٌ» مُحْتَدِمٌ، وَالْحُمْرَةُ كَذَلِكَ، فَهُوَ اللَّوْنُ الْأَصْلِيُّ لِلدَّمِ، إلَّا أَنَّ عِنْدَ غَلَبَةِ السَّوْدَاءِ يَضْرِبُ إلَى السَّوَادِ. انتهى

وإذا علمت هذا؛ فإنك إذا رأيت صفرة متصلة بالدم، فإنها تعد حيضًا، وكذا الكدرة المتصلة بالدم، وكذا ما ترينه في تلك المدة من اللون الأسود؛ كل هذا يعد حيضًا، ما دام ينقطع لخمسة عشر يومًا فأقل، وانظري الفتوى: 134502.

وأما إذا استمرّت مدة الدم، وما اتصل به من صفرة أو كدرة حتى تجاوزت خمسة عشر يومًا، فقد تبين أنك مستحاضة، وانظري لبيان الواجب على المستحاضة فتوانا: 156433.

وإذا رأيت الطهر بالجفوف، ثم عاودتك صفرة، فإنها لا تعد حيضًا.

والطهر المتخلل، طهر صحيح، كما بيناه في الفتوى: 138491.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني