الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

واجب من ترى الطهر ثم يعاودها الدم

السؤال

في اليومين الأولين من الدورة تنزل كالآتي: سائل شفاف أو أبيض مصحوب بلون وردي، أو درجات الأحمر الفاتح، لا أذكر صفة هذا اللون تحديدًا؛ هل هو ثخين أم خيوط أجده عند المسح، وكذلك بدون مسح، ويستمر لمدة يومين تقريبًا، وبشكل متقطع؛ بحيث أني أمسح المكان وأجده نقيا لعدة ساعات، ثم يرجع على صفته التي ذكرتها في البداية. وهذا ما أجده في اليومين الأولين، ومن بعد هذين اليومين يغمق الدم، وينزل بشكل مستمر لمدة أربعة أيام تقريبًا.
ثم بعدها لمدة يومين أخرى تقريبًا يبدأ يخف اللون والشكل، ويصبح مثل مابدأ به، لكن سائل ثخين نوعًا ما شفاف أو أبيض، ومصحوب بلون وردي، أو ودرجات الأحمر. أجده سواء في المسح أو بدون مسح، ثم يصبح المحل نقيا وجافا لعدة ساعات، ثم ترجع هذه الإفرازات التي ذكرت في الأعلى إلى أن أجد الجفاف التام، وأعتبر أني طهرت، وذلك بعد هذين اليومين. ويصبح مجموع هذه الأيام ثمانية أيام تقريبًا.
سؤالي: هل اليومان الأولان واليومان الأخيران يعتبران حيضا، بحيث لا أصلي ولا أصوم فيها؟
فقد كنت سابقًا أعتبرها حيضا، ولا أصلي، ولا أصوم إلى أن أطهر، ومجموع حيضي مع هذه الأيام من 7 إلى 8 أيام تقريبًا، لكن الآن شككت في الأمر، فصرت في هذه اليومين الأولين اللذين ينزل فيهما السائل الذي ذكرت- أصبحت مع كل صلاة أغسل المكان وأمسحه؛ لأتأكد أنه نقي، ثم أتحفظ بما يتحفظ به النساء، وأتوضأ ثم أصلي، ثم بعد الصلاة أمسح مرة أخرى؛ لأتأكد إن كان نزل شيء أثناء صلاتي أم لا؟ لأني أشعر بإحساس أنه نزل شيء، وأحيانًا أجد أنه فعلاً قد نزل شيء لونه وردي؛ وذلك الأمر يشق عليَّ.
ورأيت في هذه الفتوى في موقعكم برقم: 114271 مذهب مالك -رحمه الله- ( فهذه القطرةُ حيضٌ تفسد الصوم، وإذا رأت المرأة بعدها النقاء وجبَ عليها الاغتسال).
فلا أعلم هل السائل الذي ينزل مني اليومين الأولين يعتبر قطرة؟ ولا أعلم هل أغتسل بعد كل نقاء أجده في اليومين الأولين والأخيرين؟ فأنا أجد النقاء تارة، وأجد هذا السائل الذي ذكرت تارة، فلو أغتسل لكل نقاء، فقد أغتسل في اليوم خمس مرات.
2- ماذا لو اغتسلت بعد الجفاف في الأيام الأخيرة، ثم في نفس يوم الاغتسال، أو اليوم الذي بعده نزل نفس السائل الذي ذكرت صفته أعلاه الذي يأتي في اليومين الأخيرين. هل أعتبره حيضا وأغتسل مرة أخرى أم لا؟ وهل عليَّ بعد أيام الطهر الأولى أن أمسح عند كل صلاة؛ لأتأكد من نقاء المكان أم لا؟
وهناك قول لابن باز في حكم الإفرازات التي تسبق الحيض، وذكر فيها حكمين. فما الذي ينطبق عليَّ.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما اليومان الأولان، فإن ما ترينه من دم قليل لا يعد حيضا، ولا يلزمك الاغتسال لانقطاعه حتى تبلغ مدته يوما وليلة، ويسعك العمل بهذا القول ما دام أرفق بك، فإذا رأيت الدم المتصل، واستمر يوما وليلة، فحينئذ تعتبرين حائضا.

وأما ما ترينه في آخر الحيض، فإن الدم العائد يعد حيضا إن كان في زمن يصلح أن يكون حيضا، كما بيناه في الفتوى: 100680.

وعليه؛ فيلزمك أن تغتسلي إذا رأيت الطهر، وتصلي، وإذا عاودك الدم عدت حائضا، ومن العلماء من يرى أنه لا التفات إلى مدة الطهر اليسير -إن كان يوما أو نصف يوم- لأن عادة الدم أنه يجري وينقطع، وهذا اختيار ابن قدامة -رحمه الله-، والقول الأول أحوط وأبرأ للذمة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني