الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعاقب المرء بعد التوبة من العلاقة غير الشرعية؟

السؤال

أنا كنت مرتبطة بواحد، كان تقدم لي من بعد ما أنهيت الثانوية، وكنا مؤجلين الفاتحة والخطوبة إلى بعد السنة الثالثه الجامعية، وأنا حاليا في آخر السنة الثالثة. وهذا الشخص كان فيه الحسن والسيء، ولكن السيء فيه كان كثيرا؛ لدرجة أني أحسست أني سأكره، ولن أقدر أن أكمل معه. كان طريقته جيدة، لكن في المشاكل لم يكن جيدا. وهو معترف أنه آذاني كثيرا بمشاكل ما كان لها أن تحدث، وآذى نفسيتي.
السؤال هنا هو: هل لأني ارتبطت به من غير معرفة الناس إلا أمي وأخواتي سيعاقبني الله؟ يعني ممكن ينتقم مني، وعندما يأتيني خاطب آخر سيكون أيضا سيئا؛ لأني ارتبطت بواحد قبله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالخطبة لا تبيح شيئا للخاطب من خطيبته إلا النظر إليها، وما عدا ذلك فالخاطب حكمه حكم الأجنبي عن المخطوبة حتى يعقد عليها، فلا يجوز له محادثة المخطوبة لغير حاجة معتبرة، فأحرى ألا يجوز ذلك لغير الخاطب؛ سواء كان ذلك بعلم الأهل ورضاهم أو بغيره. وانظري الفتوى: 20296.

وعليه؛ فالواجب عليك التوبة إلى الله تعالى من هذه العلاقة، والتوبة تكون بالإقلاع، والندم والعزم على عدم العود، وإذا صدقت في التوبة، فإنّ التوبة تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.

ولا تخافي بعد التوبة من العقوبة على هذا الذنب ما دمت تائبة، فالتائب لا يعاقب على ذنبه في الدنيا، ولا في الآخرة. قال ابن تيمية –رحمه الله-: ونحن حقيقة قولنا أن التائب لا يعذب لا في الدنيا ولا في الآخرة لا شرعا ولا قدراً. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني