الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الوالد في العمل في مطعم يغش الزبائن

السؤال

أنا عامل في مطعم، ويوجد في هذا العمل بعض الأمور التي أظنها محرمة، منها أنه يتبقى الكثير من الدجاج المطبوخة التي لم تبع، فتظل في الثلاجة يومًا، أو بضعة أيام، ثم نقوم بإعادة تدويرها، ونخرجها للعملاء، وفي بعض الأحيان يكون الدجاج صغيرًا جدًّا، ولا يصلح أن يخرج ربع الدجاج كربع الدجاج العادي، بل يحتاج إلى دعم، فنخرج معه بعضًا من أصابع الكفتة مثلًا، ويمكن أن نخرج معه ربعًا آخر، فتصبح نصف دجاجة بدل الربع، وفي بعض الأحيان تنفد بعض أصناف الدجاج، فنخرج صنفًا آخر مكانها.
ولا توجد طريقه ثابتة في إعداد الأصناف؛ فصاحب المطعم يخترع كل بضعة أيام، فتوجد أصناف بأسماء شهيرة معروفة، فيأخذ الاسم مثلًا، ويصنعها بطريقته الخاصة، فهل يجوز العمل في مثل هذا المطعم؟ مع العلم أن أبي يعمل في هذا المطعم، وبيني وبينه خلافات كثيرة بسبب العمل في هذا المطعم، وهو يصر عليَّ أن أعمل معه، وآخر شيء توصلنا إليه أن قال: اعمل ما شئت، فأنا لن أتكلم معك في موضوع الشغل هذا مرة ثانية، وأنت حر، وقالها بعصبية وغضب، فماذا أفعل؟ وإن كان العمل حلالًا في هذا المطعم، وأردت أن أتورع، وأترك العمل، فهل ذلك أفضل أم ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كان عملك في هذا المطعم يستلزم مباشرة الغش، والقيام به بنفسك، فلا يجوز لك العمل فيه، ولا طاعة والدك في ذلك؛ فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وأما إن كان بعيدًا عن مباشرة الغش، والقيام به بنفسك، فلا يُحكَم بحرمته، وإن كان لا يخلو من شبهة.

وإذا كان الأمر كذلك، فلا تغضب والدك، بل أطعه واحتسب؛ فإن طاعة الوالدين في الشبهات التي دون الحرام واجبة عند أكثر العلماء. وراجع في ذلك الفتاوى التالية: 145829، 165713، 76303.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني