الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحديث المرسل... تعريفه... حكمه

السؤال

نعرف بأن الحديث المرسل لا يقبل، لكن العلماء مثلا في تعليقهم حول قصة الغرانيق، قالوا إن القصة لها أصل، ووصفوا السند بأنه مرسل صحيح.
فسؤالي: هل يعتبر السند المرسل صحيحا مقبولا شرعا، ويعتمد عليه؛ لأني بحثت، وحاولت التعرف على رأي العلماء: فمسلم قال إن المرسل لا يقبل. ولم أجد أصلا لمصطلح "مرسل صحيح" في أي مصدر حول مصطلح الحديث.
فهل الحديث المرسل الصحيح يقبل؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الحديث المرسل هو ما رفعه التابعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم هو ما رفعه كبار التابعين، وقيل ما سقط من إسناده راوٍ. والأول هو المشهور في استعمال العلماء.

قال الحافظ العراقي في الألفية:

مَرْفُوعُ تَابعٍ عَلى المَشهُوْرِ مُرْسَلٌ، أو قَيِّدْهُ بِالكَبِيْرِ

أوْ سَقْطُ رَاوٍ مِنْهُ، ذُوْ أقْوَالِ وَالأوَّلُ الأكْثَرُ في استِعْمَالِ

كما تعددت أقوال العلماء أيضا في الاحتجاج به، فمنهم من قبله واحتج به، ومنهم من قيد قبوله بما جاء عن كبار التابعين دون غيرهم، وأكثر العلماء على أنه لا يُحتج به بسبب الجهل بالراوي الذي سقط من إسناده فوق التابعي، فقد يكون تابعيا آخر ضعيفا.

قال الحافظ العراقي في الألفية:

وَاحتَجَّ (مَاِلِكٌ) كَذا (النُّعْمَانُ) وَتَابِعُوْهُمَا بِهِ وَدَانُوْا

وَرَدَّهُ جَمَاهِرُ النُّقَّادِ لِلجَهْلِ بِالسَّاقِطِ في الإسْنَادِ.

ومقصود العلماء بمصطلح "مرسل صحيح" أي صحيح السند إلى التابعي الذي أرسله، فإنه إذا ورد عن التابعين حديث مرسل، فقد يكون السند لا يثبت عن ذلك التابعي أصلا، فيكون سنده إليه ضعيفا، وقد يكون السند ثابتا إليه، فيكون السند إلى ذلك التابعي صحيحا.

وكل هذا مفصل في كتب المصطلح، فإذا شئت المزيد فارجع إليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني