السؤال
تعرفت إلى فتاة بغي، وسألتها عن سبب عملها في هذا الطريق، فأجابت أنه بسبب عدم امتلاكها منزلًا، وقالت، إنها سوف تتوب عند شرائها منزلًا، فوعدتها بمساعدتها ماديًّا حتى تنتهي بسرعة، وتتوب، وقلت لها: في يوم كذا من شهر كذا، سوف أعطيك مبلغًا من المال، ولكني لم أستطع الوفاء في اليوم الذي أخبرتها بسبب ظروف خارجة عن إرادتي، فظنّت أني أكذب عليها، ولا أريد مساعدتها، فساءني قولها، فوعدتها بأني سوف أعطيها هذا المبلغ بعد فترة، ولم أحدد تاريخًا، وقلت لها: إن هذه المال هو قرض منها لي، وأني سوف أفي به، مهما طال الوقت.
وبدأت أموري المادية بالتحسن الآن، ويمكن أن أفي بوعدي، ولكني في حيرة بعد أخذي رأي أحد الأصدقاء، فقال لي: إني أهدر مالي، وإن هذه النوعية من الناس لا تستحق المساعدة، وعندما قلت له: إني وعدتها، ولا أريد كسر خاطرها؛ لأنها في الأساس مكسورة القلب، أجابني بأن هذه النوعية من النساء دون شعور، ولن يوثر فيها عدم الوفاء بوعدي؛ لأن قلبها متحجر، وأضاف أنها تضحك عليَّ وتستغلّني، ومن الممكن أنها تكذب، ولن تتوب، وأنا الآن في حيرة من أمري، فبعد قراءة بعض الفتاوى في صفحتكم، عرفت أنه إذا ترتب على عدم الإيفاء بالوعد ضرر، فإنه يجب الوفاء به.
ومن جهة أخرى فأنا أحس أنها صادقة، وأنني بوفائي بوعدي أكون قد قصَّرتُ طريقها، وعجّلت بتوبتها، وأنا الآن في حيرة من أمري بين كلام صديقي وضميري، علمًا أن وضعي المادي متوسط، وقراري متوقف على إجابتكم.