الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إبدال الهمزة في وسط الكلمة وآخرها في قراءة حمزة

السؤال

هل يجوز في قراءة خلف، إبدال الهمزة إذا كانت وسط الكلمة، مثلا بالآية: "لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي" هل يجوز قراءتها: براسي؟! وكذلك "ثم جئت على قدر" هل يجوز قراءتها: "جيت"؟
تحياتي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تقصد قراءة خلف العاشر، فإنه لا يبدل الهمزات.

وأما إن كنت تقصد رواية خلف عن حمزة: فإن حمزة براوييه -خلف وخلاد- يبدل الهمزة وسط الكلمة، أو آخرها وقفا، لا وصلا.

قال الشاطبي:

235 - وحمزة عند الوقف سهّل همزه إذا كان وسطا أو تطرّف منزلا
236 - فأبدله عنه حرف مدّ مسكّنا ومن قبله تحريكه قد تنزّلا

جاء في الوافي شرح الشاطبية: والخلاصة: أن الناظم ذكر في هذا البيت حكم الهمز الساكن المتحرك ما قبله، سواء كان في وسط الكلمة، أم في آخرها، وسواء كان سكونه أصليّا، أم عارضا.

فمثال ما سكونه أصلي وهو في وسط الكلمة: يَأْكُلُونَ*، بَوَّأْنا*، تَأْثِيماً، تَأْخُذُونَهُ*، مَأْمَنَهُ، الذِّئْبُ*، وَبِئْرٍ، فَبِئْسَ*، شِئْتُما*، وَجِئْنا*، يُؤْفَكُ*، لا يُؤْخَذُ*، أَنُؤْمِنُ*، الْمُؤْمِنُونَ*.

ومثال ما سكونه أصلي، وهو في آخر الكلمة: اقْرَأْ*، أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ، إِنْ يَشَأْ*، نَبِّئْ*، وَهَيِّئْ، وَيُهَيِّئْ، وَمَكْرَ السَّيِّئِ في قراءة حمزة. وليس في القرآن همزة متطرفة ساكنة، وسكونها أصلي وقبلها ضمة.

ومثال ما سكونه عارض، وهو لا يكون إلا في آخر الكلمة: بَدَأَ*، أَنْشَأَ*، أَسْوَأَ*، عَنِ النَّبَإِ، مِنْ حَمَإٍ*، مِنْ مَلْجَإٍ، يُبْدِئُ*، يُنْشِئُ*، لِكُلِّ امْرِئٍ*، مِنْ شاطِئِ، الْبارِئُ، إِنِ امْرُؤٌ، كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ، كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ.

فهذه الأمثلة وأشباهها يبدل حمزة همزتها حرف مدّ من جنس حركة ما قبلها، فإن كان ما قبلها مفتوحا؛ فإنها تبدل ألفا، وإن كان ما قبلها مكسورا؛ فإنها تبدل ياء، وإن كان ما قبلها مضموما؛ فإنها تبدل واوا.اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني