الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التوفيق بين حفظ القرآن والعلم الشرعي والعلم الدنيوي

السؤال

لولا وجود موقعكم هذا كانت حياتنا في تدهور. الله يحفظكم يا رب.
نشأت في أسرة مسلمة، أصوم وأصلي منذ أن كنت في الصف الثالث الابتدائي، وكنت أذهب إلى الجامع، وأحفظ القرآن والأحاديث، وأتعلم الدروس الدينية، مرّت علينا أربع سنوات لم أذهب فيها إلى الجامع لحضور الدروس بسبب مشاكل البلاد التي حلت بنا، كنّا نذهب فقط لتأدية صلاة التراويح في بعض الأيام الفضيلة من شهر رمضان، ولكني كنت أحاول أن أفعل ما أستطيع في المنزل.
والآن بعد ما كبرت، ودخلت الجامعة أريد أن أتقدم أكثر، وأن أُلِمّ بالأمور الدينية بقدر ما يكتبه الله تعالى لي، فأنا أعلم أنه لا أحد يستطيع أن يعرف كل شيء في هذه الدنيا، فإن علم الله واسع، ويتجاوز جميع الحدود.
فأنا أريد منكم توجيهي حتى أستطيع أن أحقق أكبر فائدة في العلم والتعلم في الأمور الدينية والحياتية، وأريد منكم مساعدتي على ختم القرآن الكريم من خلال طرح بعض الطرق العملية التي تتناسب مع نمط حياتي الجامعية، فأنا الآن داخلة في مجال الطب، ويجب عليَّ التوفيق بين أمور ديني ودنياي، وأريد نصائح تدعم تنظيم وقتي في دراسة الطب والإلمام به، ونيل أعلى الدرجات في الجامعة بإذن الله، وبما يرضي الله؛ فلولا رضا الله -تعالى- علينا، وفضله، ثم رضا والديّ ما كنّا قد حققنا الإنجازات في حياتنا.
أسأل الله توفيقي وتوفيق أمة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلّم-.
أنا أنتظر ردّكم بفارغ الصبر؛ لأن ردودكم تهدئ القلوب، وتنوّر الدروب.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى لك التوفيق والفلاح في دنياك وأخراك.

وأما مسألة حفظ القرآن، وطلب العلم الشرعي، والجمع بين ذلك، وبين التفوق في الدراسة الجامعية للطب، فهذا يتطلب عزيمة قوية، وخطة متوازنة للاستغلال الأمثل للوقت والجهد، وتفصيل ذلك يختلف باختلاف: الإمكانات الشخصية، وظروف البيئة، وطريقة الدارسة الجامعية، وتوفر العوامل المساعدة لكل مطلب.

والذي يمكننا قوله بصفة عامة: إن إعطاء كل شيء حقه، والجمع بين الفضائل والمصالح، لا يتأتى إلا بالصبر، والمصابرة، والمتابعة، والاجتهاد، وقبل ذلك وبعده بتوفيق الله تعالى للعبد، وإعانته، وتسديده.

ولذلك فالبداية هي: صدق التوكل على الله تعالى، وحسن الاستعانة به، والإلحاح في دعائه، وتحقيق تقواه بتصحيح النية، وترك السيئات، والاجتهاد في الحسنات.

ثم بعد ذلك تعيين الوقت والجهد المناسب لكل مطلب، والابتداء بالممكن، والتدرج في طلب الزيادة. فمثلا: مسألة حفظ القرآن، وطلب العلم: ننصح السائلة إن كانت مبتدئة في ذلك أن تبدأ بحفظ خمس آيات، ولا تتجاوزها في الحفظ إلا بعد إتقانها، وليكن العلم الذي تبتدئ به هو تفسير القرآن؛ لشرفه في ذاته، ولكونه ييسر الحفظ، فتتعلم معاني الآيات التي تحفظها، وتجتهد في العمل بها، وانظري الفتوى: 271006.

ولتبدأ القراءة بكتاب: (ما لا يسع المسلم جهله) وهو متوفر على الإنترنت.

ومما يفيد السائلة بصفة عامة أن تبحث عن صحبة صالحة ناصحة من الأخوات الفضليات، تدل على الخير، وتعين عليه.

وراجعي للفائدة الفتاوى: 292273، 436195، 301681.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني