الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترويج لموقع الكتب والأدوية

السؤال

ليس لديّ عمل ما، أو مصدر رزق سوى العمل من خلال الإنترنت، والترويج للمنتجات الرقمية -مثل البرامج، والكتب، والأدوية، والدروس-، وقد تعبت كثيرًا في اختيار منتج خالٍ من المحرمات، وكلما بدأت في الترويج لبعض المنتجات الخالية من المحاذير؛ وجدت أن هناك توابع لها غير مقصودة، قد تكون فتنة للناس.
أولًا: أريد الترويج لموقع بيع الكتب النافعة باللغة الإنجليزية، وكلها كتب تعليمية، وترفيهية، وتجارية، وطبية، وغير ذلك، وإذا جلبت زائرًا واشترك بدفع مبلغ مالي للموقع؛ أحصل أنا على نسبة 35 في المائة تقريبًا، وجميع الزوار أجانب، وأوجّه الزائر إلى استعمال تلك الكتب للانتفاع المادي -بقصد القراءة، أو بقصد إعادة البيع حسب الرخصة لكل الكتب-؛ إلا أن هناك بعض الكتب التي أرى أنها قد تكون فتنة للأجانب -مثل: كتب الحب، وتعليم الجنس، أو الكتب الدينية غير الإسلامية-، ولكنها قليلة جدًّا بالنسبة لحجم الكتب المتاحة.
الموقع يحتوي على أكثر من 25 ألف كتاب متنوع الفئات، وهذه الكتب بشكل عام خالية من حقوق الرخصة؛ لأنها كتب عامة حرة، يمكن لأي مشترك بعد دفع الاشتراك الانتفاع بها -قراءة، أو إعادة البيع-، و99% من الكتب نافعة، ودالة على الخير -في التعليم، والتجارة، والبيع، والشراء، والعمل الجاد-، وأنا خائف أن يتجه الزائر الأجنبي إلى الكتب التي أرى أنها قد تكون فتنة له، رغم أنه أجنبي، وتلك الكتب متاحة له في مجتمعه.
ثانيًا: أريد الترويج لمنتجات الأدوية العامة في علاج الأمراض، وتساقط الشعر، والتخسيس، وعلاج المعدة، والتوتر، والمفاصل، وهكذا، وكلها منتجات طبيعية، وخالية من المواد الكيميائية، أو المواد المحرمة، تشحن لأي مكان في العالم، ورغم توفّر صور المنتج، ونبذة قصيرة عن كل منتج؛ إلا أنني لا أعلم هل الدواء نافع، ويؤدّي الغرض منه، أم إنه قليل النفع، وأنا أروّج له مثل الأطباء والصيدليات، لكني لست طبيبًا، ولا أعلم عن هذا المنتج سوى المواصفات المرفقة مع كل منتج، ويشتري الناس المنتج، وأحصل أنا على العمولة، فما مدى مشروعية هذا العمل؟ وشكرًا لكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي يظهر لنا -والله أعلم- أن الترويج لموقع الكتب النافعة؛ جائز، والكسب منه حلال، ما دام الغالب على الكتب أنّها مباحة، ونافعة، وانظر الفتوى: 441682.

وأمّا ترويج الأدوية المذكورة؛ فهو جائز، والكسب منه مباح.

ولا يلزم أن تعلم أن هذه الأدوية نافعة للغرض المقصود منها أو لا؛ فهذا شأن المختصين، لكن الذي يلزم أن تمتنع عن ترويجها إذا علمت من مصدر موثوق أن فيها غشًّا، ونحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني