الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التوبة من ممارسة مقدمات الفاحشة في المسجد

السؤال

شخص لديه مشكلة تؤرقّه، وهي أنه يمارس مقدّمات الفاحشة مع شخص أمرد يعرفه، وهو الفاعل، والأمرد المفعول به، والمشكلة أن الأمرد جميل جدًّا، ومشهور بينهم بالصلاح والتقوى، والفاعل حافظ للقرآن، ومكان التقائهما المسجد، وعندما يخرج الناس بعد الصلاة يغلقان أبواب المسجد، ويفعلان ما يريدان داخل المسجد، فيقبّل الفاعل الأمرد، ويتلذّذ بجسمه من غير وطء، والمشكلة أن المسجد هو مكان التقائهما، وعندما يندم الفاعل كل مرة، ويريد أن يتوب إلى الله ويذهب إلى المسجد، يأتي إليه الأمرد ويفتنه، فهل يترك المسجد، فبالقرب منه مسجد آخر، ولكن أصحاب المسجد الأول سيظنون أنه ترك الصلاة، وهل أفارق مكان المعصية، ولا أبالي بما سيقوله الناس عني؟ فالمسجد هو مسجد حيّنا، وإذا اختفيت؛ فسيسألون عني.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى لنا وللمسلمين العفو، والعافية.

ومثل هذه الفواحش والأحوال المخزية؛ لا يصحّ التردد في التعامل معها؛ فلا بد من تجنّبها بأي وسيلة كانت.

فإن كانت الصلاة في هذا المسجد تجرُّ صاحبها لهذا الفحش؛ فليذهب إلى مسجد آخر، ولا يبالِ بكلام الناس، فالله تعالى أحق أن يخشى.

والأهم من الانتقال إلى مسجد آخر: أن يتوب هذا الشخص من هذه الرذيلة، ومن انتهاك حرمة بيت الله تعالى؛ فكلا الأمرين موغل في الذنب، شديد في العيب؛ فلينتبه الغافل من غفلته، وليقدر الله تعالى حق قدره.

وباب التوبة مفتوح لمن تاب، وآمن، وعمل صالحًا، ثم اهتدى.

وليستعن بالله تعالى، وليلتجئ إليه، وليكثر من هذا الدعاء: "اللهم طهّر قلبي، وحصّن فرجي".

وانظر الفتاوى: 201856، 28167، 184467، 124804.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني