الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نذرت أن تبر والديها وتعيش معهما لخدمتهما وهما مطلقان وكل منهما في منزل مستقل

السؤال

نذرت أن أبر والديَّ، وأن أعيش معهما لخدمتهما، وأن أكون ابنة صالحة. أنا لا أتذكر النية التي قلت بها النذر. هل قصدت العيش مع كليهما، وأهتم بهما؟ أم قصدت أن أعيش مع واحد منهما، وبالقرب من الآخر. والاحتمال الثاني ضعيف نوعا ما؛ لأني لا أتذكر هذه النية.
أمي و أبي مطلقان، وكانا كذلك عندما نذرت، وهما بالطبع يعيشان في شقتين مختلفتين، ولا أستطيع العيش مع كليهما في نفس الوقت.
قد تحقق الشرط منذ شهور، وأنا منذ تحقق الشرط، أعيش مع والدتي، وأزور والدي بين الحين والآخر. فماذا أفعل؟
هل أكمل العيش مع والدتي، وبالقرب من والدي؟ أم أكفر كفارة يمين؛ لأني لا أستطيع العيش مع الاثنين في نفس الوقت، فهذا مستحيل؟ 

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فبر الوالدين من واجبات الشريعة، ونذره من قبيل نذر الواجب، وهو غير منعقد عند الجمهور، وانظري الفتوى: 125080.

وأما نذرك أن تعيشي معهما لخدمتهما؛ فهو من نذر المستحب فيما يظهر، فيكون منعقدا.

وعليه؛ فنذرك بر والديك غير منعقد، ولا يلزمك به شيء، وإنما عليك أن تبري والديك قدر الطاقة محتسبة رضا الله تعالى في ذلك.

وأما إن كان نذرك متعلقا بفعل مستحب؛ كخدمتهما غير الواجبة عليك، وذلك حال كونها غير محتاجين للخدمة، فإنه ينعقد ويجب عليك الوفاء به، ثم إن كانا مطلقين حال النذر، فمن الذي يقطع به أنك لم تقصدي العيش مع كليهما، إذ هذا محال لكونهما يعيشان في شقتين.

وعليه؛ فالواجب عليك أن تخدمي من تعيشين معه، وتحسني إليه قدر الطاقة، وتبري الآخر بما أمكن من أنواع البر؛ كالاتصال ونحوه؛ لأن هذا هو ما يظهر لنا أنك نويته، إذ لا يمكن نية غيره، كما هو واضح.

وننبه إلى أن النذر المعلق على شرط قد كرهه جمع من أهل العلم، وانظري الفتوى: 106240.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني