الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حالات جواز الاكتفاء بإنكار المنكر بالقلب

السؤال

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من الأسس الإسلامية التي نص عليها الشرع. ونحن في زمن كثرت فيه الفتن والمعاصي بشتى الأشكال والأنواع، سواء في الواقع، أو في الهاتف.
فمثلا عند ما أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر لي بعض المنشورات كمن يتحدث عن العلاقات المحرمة وكأنها شيء عادي، ومن ينشر صورا غير لائقة، وقد سئمت من ذلك.
فهل يجوز لي الاكتفاء بالإنكار بالقلب، وأهتم بنفسي وأعمالي فقط دون الاهتمام بالآخرين، فلكل أوزاره يوم القيامة، إلى جانب نصح من أعلم أنهم سيقبلون النصيحة كأقرب الأصحاب والأهل وغيرهم؟
بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن إنكار المنكر فرض كفاية، وقد يتعين على الشخص في أحوال -كأن لا يتمكن غيره من الإنكار-، وقد يسقط وجوب الإنكار في أحوال -كخشية الضرر بالإنكار، أو شيوع المنكر، ووقوع المشقة البالغة بإنكاره. وكذلك في حال العلم أو غلبة الظن بعدم استجابة المنكَر عليه -عند بعض العلماء- وانظر تفصيل ما تقدم في الفتاوى: 197249 - 350050 - 422794- 367051.

وبناء على ما تقدم: يتبين لك أنه يجوز لك الاكتفاء بالإنكار القلبي في حال قيام غيرك بالإنكار، أو كان هناك ما يسقط الوجوب كالخوف، أو فُشُو المنكر ووقوع المشقة البالغة بإنكاره- أو غلب على ظنك عدم قبول.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني