الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استحقاق المساعدات من عدمه يرجع فيه إلى الجهة المسؤولة عن توزيعها

السؤال

بلادنا أصابها بلاء الحرب، فنزحنا إلى مدينة أكثر أماناً. وعندما سمعنا بوصول مساعدات إنسانية من دولة شقيقة قمنا بتسجيل بياناتنا قبل: 4 أشهر، واليوم ذهبنا للاحتجاج، لأنه لم تصلنا أي مساعدات، فقام الموظف بإعطائنا: 4 عبوات كرتونية، وعندما استفسرنا عن العدد وضح لنا أن محتويات العبوة الواحدة بسيطة، ولا تكفي الأسرة لشهر كامل.
وسؤالي هو: نحن نخاف أن نكون قد أخدنا أكثر من حقنا، إذا كان نصيب الأسرة عبوة واحدة فقط، لذلك قمنا بإعطاء عبوة لجيران لنا نزحوا، بسبب الحرب مثلنا. فهل يجب علينا أن نوزع بقية العبوات، أو نحتفظ بها حسب رأي الموظف المسؤول أن مكونات العبوة بسيطة، ولا تكفي الأسرة الواحدة لشهر؟ ونخاف أن نكون قد أخذنا أكثر من حقنا، فيصيبنا الله بعدم استجابة الدعاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فزادك الله ورعًا وتقوى، وفرج كربكم، ومثل هذه المساعدات ينظر فيها إلى الجهة المسؤولة عن توزيعها، لأنهم هم الوكلاء عن أصحاب تلك المساعدات، فإن أخبركم الموظف المسؤول أن الكراتين الأربعة عن الأشهر الأربعة السابقة، أو هي المقدار المخصص لأسرة واحدة، أو يسمح بأخذها، بحيث لا يكون في ذلك تعد على حق أحد، فلا حرج عليك في أخذها كلها لأسرتك، وإن شاركت ببعضها جيرانك من النازحين المحتاجين، فلك الأجر -إن شاء الله تعالى- ففي الحديث: لَيْسَ بِالْمُؤْمِنِ الَّذِي يَبِيتُ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ. رواه الحاكم من حديث عائشة.

وفي معجم الطبراني من حديث أنس بن مالك مرفوعا: مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني