الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا فتاة عمري 30 سنة ولظروف عائلية أضطر أهلي لوضعي عند خالتي لتربيتي، وتعلقت بها وتعلقت بي وعدت إلى منزل والدي، كنت أصلها إلى أن أضطر زوجها لتركها والسفر للخارج وهي الآن وحيدة ذهبت للعيش عندها بعض الوقت، ولكن الآن أبي أعادني إليه وأنا أريد العيش عندها لأنها وحيدة وكبيرة ولا يوجد من يرعاها ولا يخدمها، مع العلم بأنها تعاني من مرض نفسي وأنا أحبها وأدعوها أمي فهل أتركها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن الخالة لها حق عظيم وحظ كبير من البر والاحترام، فقد جعلها النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة الأم فقد روى البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الخالة بمنزلة الأم.

ولكن حقها يأتي بعد حق الأبوين لأنهما السبب المباشر لوجود الشخص بقدرة الله عز وجل، ولهذا يأتي حقهما في الذكر بعد حق الله تعالى مباشرة، قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء:23]، وقال تعالى: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى [النساء:36]، وبعد الوالدين مباشرة يأتي حق ذي القربي، وأولى ذي القربى بالبر والإحسان الخالة كما أشرنا إليه.

وعلى هذا فإنه لا يجوز لك الخروج إلى خالتك والسكن معها إلا بإذن والديك وبشرط ألا يصحب سكناك معها بما يجعله محرماً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني