الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من فعل العادة السرية قبل طواف الوداع

السؤال

دعوتُ الله هذا العام أن يرزقني حجَّ بيته، وبعد دعائي بوقتٍ قصير، رزقني الله استجابة الدعوة، وكنتُ من المختارين في حجّ القُرعة لهذا العام، وشعرتُ أن هذه علامة رضا من الله، إذ دعاني لأكون ضيفه، وأعطاني هذا الشرف العظيم.
أنا مبتلى بإدمان العادة السرّية، وقد دعوتُ الله طويلًا أن يصرفني عنها أثناء أدائي لفريضة الحج. ويعلم الله كم أُجاهد نفسي، وكم أنا صادق في رغبتي في التوبة. لكن قبل أداء طواف الوداع، انتكستُ، وشاهدتُ أفلامًا إباحية، ومارستُ العادة السرّية مرتين، وقد جعلني هذا أشعر أن الله لم يتقبّل مني حجتي، واحتقرتُ نفسي، وشعرتُ أن كل ما أديته من عبادات ومناسك قد ذهبت سُدىً، بسبب ما اقترفته من جُرمٍ وأنا ضيفٌ على الله. وشعرت أن فرصةَ العمر، التي قد لا تأتيني مجددًا، قد ذهبت هباءً... فهل هذا دليلٌ على عدم قبول حجتي وذهابها هباءً؟ أم إن هذه وساوس من الشيطان؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد كان على السائل أن يبتعد عن المعاصي، ويستمر في طاعة الله تعالى، لا سيما وهو في أثناء تأديته فريضة الحج، فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: من حج هذا البيت، فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كما ولدته أمه. متفق عليه، واللفظ للبخاري.

وحيث إن السائل قد ضعف، واستدرجه الشيطان إلى النظر إلى ما حرم الله النظر إليه، والوقوع في العادة السرية؛ فعليه أن يتوب إلى الله تعالى من ذلك توبة صادقة، ويعزم على ألا يعود إليه، كما عليه أن يحذر من اليأس، والقنوط، وأن يدعو الله تعالى أن يتوب عليه، ويتقبل حجه. وانظر الفتوى: 320572.

وبالنسبة للحج، فقد وقع مجزئا، ولم يحصل ما يبطله، ما دام السائل لم يبق له إلا طواف الوداع، فقد قام بالتحلل الأكبر من الحج. وراجع الفتوى: 115911.

والعادة السرية محرمة، وحرمتها في الحج، والبلد الحرام أشدّ، ولها مخاطر متعددة، وقد بينّا حكمها، وما يعين على تركها، وذلك في الفتوى: 7170.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني