الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا طاعة للوالدين في أمر الحجاب

السؤال

سوف أقدم على خطبة فتاة متدينة والحمد لله ولكني واقع في مشكلة أنها منتقبة وأبي وأمي رافضان هذا مطلقا وإني خائف أن أكون لو طلبت من خطيبتي أن تخلع النقاب وتلبس الخمار فقط وهي لا تريد خلع النقاب وسوف يؤدي هذا الأمر أن لا أستطيع أن أتزوجها وهذا ما قاله لي والدي وأنا أتمنى أن تكون كما هي فماذا أفعل وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا من قبل أن ستر وجه المرأة عند خوف الفتنة أمر متفق عليه بين أهل العلم، وأنهم اختلفوا في وجوب الستر وعدم وجوبه إذا أمنت الفتنة، وبينا كذلك أن طاعة الوالدين من آكد الواجبات، ولكنها إذا تعارضت مع طاعة الله فلا طاعة لهما، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وصححه الألباني وغيره، وراجع في جميع هذا فتوانا رقم: 51300.

وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على اختيار الزوجة ذات الدين، قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.

وعليه، فإذا كان والداك لا يقبلان منك أن تتزوج امرأة متنقبة ولا يريدان إلا من هي سافرة متبرجة فلا يجوز أن تطيعهما في ذلك، وحاول إقناعهما بالمسألة، وبين لهما حرمة ما يدعوان إليه، ووسط أهل الفضل والصلاح، فإن استمرا على إصرارهما فلا حرج عليك في عصيانهما في هذا، وأطعهما فيما سواه مما ليس فيه سخط الله وترضّهما وتقرب إليهما، وادع لهما بالمغفرة، وبمرور الزمن سيألفان النقاب من زوجتك ويرضيان به إن شاء الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني