الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعصي أباه ويستقدم زوجته وأولاده

السؤال

جزاكم الله خيراً، سؤالي هو: ما حكم عدم استجابتي لطلب والدي بعدم إحضار زوجتي وأولادي إلى مكان اغترابي بحجة عدم مقدرتي على الإنفاق عليهم، مع أنني لدي القدرة الكاملة على ذلك فأنا محاسب بشركة ودخلي والحمد لله يكفيني، أرجو الرد بأسرع فرصة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن بر الوالدين من آكد الواجبات، قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {الإسراء:23}، وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {لقمان:14}، وثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رغم أنف رجل بلغ والداه عنده الكبر أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة. رواه الترمذي.

ولكن بر الوالدين وطاعتهما إنما يجبان في المعروف، وليس من المعروف أن يمنع المرء من إحضار زوجته وأولاده إلى مكان عمله، وإذا خشي الإنسان الوقوع في الحرام إن لم يحضر زوجته أو خشي ذلك عليها هي وجب إحضارها على القادر عليه، وإن لم يخش ذلك فهو -على الأقل- من حقه وحقها، وراجع الفتوى رقم: 9035.

وعليه فحاول أن تقنع أباك بمسألة استقدام زوجتك وأولادك، ووسط إليه كل من تفيد وساطته فإن أصر على موقفه ولم يفد فيه شيء من ذلك، فإن لك أن تستقدمهم، وليس في ذلك عقوق له، وعليك بالتلطف به والتقرب إليه ومصاحبته بالمعروف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني