الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يحكم على شيء بالنجاسة إلا بأمر محقق

السؤال

مشكلتي هي أنني لا أستطيع تمييز الرطوبة التي تخرج مع الريح أو المني أو المذي أو البول أو أي نجاسة أخرى على الملابس فالوساوس تملأ دماغي حيث أي شيء كالمنطقة البائدة من الملابس الشفافة تقريباً أو الباهتة اللون يخيل لي أنها رطوبة فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا فرق بين هذه المذكورات في وجوب الغسل ما عدا المني على القول بطهارته، فإذا رأيت أي بلل خرج من أحد السبيلين أو رأيت بللا على ثوبك الداخلي فعليك أن تغسله، وتتوضأ إن كنت على وضوء قبل الحدث المذكور، وإن كان ذلك يتكرر ويكثر عليك، فطالع الفتوى رقم: 3224، والفتوى رقم: 16039.

لكن لا بد من تحقق كون هذا البلل الذي أصاب ملابسك خارجاً من السبيلين، أو نجساً خارجاً من غيرهما كالدم -مثلاً- أو القيح. أما إذا كان عرقاً أو بللاً من ماء ونحوه أو شككت فيه فحكمه الطهارة، ولا يلزمك منه شيء لا غسل له ولا غيره، فليست كل رطوبة تصيب بدن الإنسان أو ثيابه نجسة، بل الأصل في الأشياء الطهارة، ولا يحكم على شيء منها بالنجاسة إلا بأمر محقق، وإياك والوساوس وكثرة الشكوك، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لما استشكل عليه أحد الصحابة بأنه يخيل إليه أنه يجد في صلاته ما يبطلها ويبطل طهارته أمره صلى الله عليه وسلم برفض تلك التخيلات وعدم اعتبارها والاستمرار في صلاته حتى يتحقق، فقال عليه الصلاة والسلام: لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً. متفق عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني