الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا مانع من الجمع بين إلقاء السلام مع صباح الخير

السؤال

عند قيامي من النوم وذهابي إليه أحيي والدي بتحية الإسلام ولكن غضبت أمي غضباً كبيراً وقالت إن هذا تزمت وتطبيق للدين بغير روح وبغير مودة وتنفيذاً لأوامر الدين بدون أي تفكير أو وعي وكأني إله وأنه لا بد عند الاستيقاظ من أن أقول \"صباح الخير\" وعند الذهاب للنوم أن أقول \"تصبحين على خير\" وأن ذلك ليس حراماً بل هو مستحب لما فيه من كلمة الخير ويجب علي طاعتها في ما تأمر به لأن طاعتها من طاعة الله عز وجل وإلا فلن ترد علي السلام وسوف تهجرني ولا تكلمني فاضطررت إلى سماع كلامها فيما تقول وأصبحت أحييها بما تحب فهل في ذلك حرج وهل ما كنت أفعله من إلقاء السلام هو فعلاً تزمت وتطبيق للدين بغير روح ومودة وبدون أن أفكر فيما أفعل؟! أرجو الإفادة وبكل وضوح أفادكم الله .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن إفشاء السلام هو أفضل ما يخاطب ويبدأ به المسلم أخاه إذا لقيه، وليس في ذلك تزمت ولا عدم فهم للدين.

وأما كلمة تصبحين على خير أو صباح الخير فإنها لا تعوض السلام، ولا ينبغي البدء بها، لما في الحديث: من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه. رواه الطبراني وحسنه الألباني.

فالأولى في هذه الحالة هو الجمع بينها وبين السلام، فحاول أن تخبر الوالدة عن فضائل السلام وتسلم عليها وتقول لها: صباح الخير أو صبحك الله بالخير أو تصحبين على خير، ويجوز لك قبل تفهمها الموضوع ورضاها أن تسلم عليها سرا وتجهر لها بقولك: صباح الخير لتحصل الأجر، وإلا، فالبدء بالسلام سنة وليس بواجب.

والخلاصة أننا نوصيك باسترضاء والدتك والتلطف بها واختيار الكلام الذي يرضيها ما لم يكن إثما.

وراجع في فضل السلام وتأكيد الابتداء به الفتاوى التالية أرقامها وأطلع الوالدة عليها: 22278، 22754، 26757، 42715، 18888، 57662، 51752، 51259.

والله اعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني