الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خير ما تقاوم به الأمراض الدعاء والصدقة والصبر مع التماس العلاج إن وجد

السؤال

أعاني من مشكله تساقط الشعر(الصلع) وراثي.عمري 26. أصلي وأدعو الله بأن يشفي لي شعري. وأتصدق بما تجود به نفسي. كما جاء بالحديث عن الرسول عليه السلام (داووا مرضاكم بالصدقة).هل من أدعية خاصة مأثورة عن النبي الأكرم بهذا الشأن؟ ماذا أفعل؟ كيف يكون العلاج بالقرآن؟ أم أوكل أمري لله تعالى؟ أفيدوني هل إذا كان قدري أن أكون أصلع فإن الدعاء يغير القدر؟شكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن ما تقوم به من الدعاء والصدقة... للشفاء مما ألم بك من مرض هو الطريق الصحيح، وهو أساس العبادة كا أمر الله تعالى في محكم كتابه فقال: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر: 60}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم" الدعاء هو العبادة. وقال صلى الله عليه وسلم: داووا مرضاكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة، وأعدوا للبلاء الدعاء. رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبيهقي في السنن. وينبغي أن تضيف إلى ذلك الدواء الطبي كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء علمه من علمه، وجهله من جهله. رواه أحمد وأصحاب السنن. ومع ذلك يجب أن تكل الأمر كله لله سبحانه وتعالى وتعلم أن ذلك كله بقضاء الله تعالى وقدره.. وأن أمر المؤمن كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، كما جاء في الحديث الصحيح. وبخصوص الأدعية الخاصة بهذا المرض فلم نقف عليها لكن القرآن كله شفاء وعلاج لمن آمن به، ومن أدعية قضاء الحاجة ما رواه الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كانت له حاجة إلى الله تعالى أو إلى أحد من بني آدم فليتوضا، وليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله تعالى وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد الله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يأ أرحم الراحمين. ولتعلم أخي الكريم أن أمر الصلع هين فكثير من الرجال يصاب به ولا يؤثر ذلك في حياتهم ولا يغير شيئا من أمرهم، وعلى العبد أن يحمد الله تعالى أنه لم يصبه ما هو أعظم. وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتاوى: 9890 ، 49867 ، 22104.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني