الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاكتفاء بالسلام على الأخوال دون زيارتهم

السؤال

لقد قرأت اليوم في هذا الموقع عن عظمة صلة الرحم وأن الله سبحانه وتعالي يصل من وصله ويقطع من قطعه وجزاكم الله على الإفادة لأننا استفدنا من الموقع ولازلنا نستفيذ والله يجازي كل مسلم على فعل الخير.سؤالي هو: لي 2 من الأخوال يسكنون بجوار بيتنا وهم يعاملونا بسوء ويتكلمون فينا (النميمة) مع الغريب ولا يحبون لنا الخير حتى إذا تزوجت إحدى أخواتي ظهر بغضهم وحقدهم لنا كثيرا وأمي تذهب عندهم في الأعياد وإذا مرض أحدهم رغم معاملتهم السيئة لها، ولكن أنا مرات لا أذهب حتى في الأعياد مرات لا أذهب هل علي إثم رغم أنني أسلم عليهم في الشارع. السؤال الثاني: هل السلام عليهم في الشارع لا يعتبر صلة للرحم، هل صلة الرحم هي الذهاب إليهم في بيتهم؟ السؤال الثالث: ما الصلاة التي تصلى لتيسير الزواج وهل الدعاء بتيسير زوج صالح وذرية صالحة جائز وما هو الدعاء الجائز؟آسفة على الإطالة وأتمنى أن لا تحيلوني على فتاوي سابقة وجازاكم الله خيرا وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالخال من الرحم الواجب وصلها ، والصلة تكون بحسب العرف إذ لم يرد تحديدها في الشرع ، فينبغي وصلهم بحسب المتعارف عليه في بلدكم وزيارتهم في المناسبات مثل الأعياد ، ولا يجوز قطعهم وإن أسأوا إليكم وأظهروا العداوة والبغضاء ، فإن من وصل من قطعه وأحسن إلى من أساء إليه فكأنما يطعمه الرماد الحار ، ولا يزال معه من الله نصير عليه كما ورد بذلك الحديث وسبق ذكره في الفتوى رقم 1764 ، وأما مجرد السلام عليهم ، مع عدم هجرهم ، فإنه وإن كان من الصلة وهو أدناها كما تقدم بيانه في الفتوى رقم 47724 ، إلا أنه لا يكفي لا سيما وأن هؤلاء الأخوال لهم حق آخر وهو كونهم جيراناً ، وتقدم حق الجار في الفتوى رقم 46583 ، مع حقهم في الإسلام فتصير لهم ثلاثة حقوق حق الإسلام ، والقرابة ، والجوار وتقدم بيانه في الفتوى رقم 36092

أما الدعاء لتيسير الزواج والذرية الصالحة فجائز ، ومن دعاء عباد الرحمن كما قال تعالى : وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {الفرقان: 74 }

وليس هناك صلاة لتيسير الزواج ، لكن هناك صلاة الحاجة ، تشرع لمن كان له حاجة يريد من الله سبحانه أن يقضيها له وتقدم بيانها في الفتوى رقم 1390

كما أن تقوى الله تعالى خير ما قضيت به الحاجات وتيسرت بها الأمور ، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2 ـ3 } وقال سبحانه : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق: 4 }

والله أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني