الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الأم إذا تعارضت مع طاعة الأب

السؤال

أنا رجل متزوج ولي ثلاثة أبناء ولي أم وأب أراعي فيهما الله تعالى , تزوج أبي من امرأة أخرى دون وجه حق ودون مبرر معقول , عارضنا نحن الأبناء في أول الأمر ولكنها رغبة الوالد فسلمنا بها علما" أنه غير عادل في تعامله مع أمنا والزوجة الجديدة لدرجة أنه لايعطي لأمنا أي مبلغ فتكفلنا نحن الأخوة الميسورون بأمنا وهذا الشيء يسعدنا تماما" ولكن الذي يقلقنا كثيرا" هو التوفيق بين الشرط الذي وضعه الوالد حيث اشترط علينا أن الذي لايسلم على زوجته لايسلم عليه وشرط الوالدة أن الذي يسلم عليها لن أدخل له بيتا ولن أقبل منه أي شيء علما" أننا أصبحنا المعيلين الوحيدين لها بعد أن هجرها الوالد فمن نرضي ومن نغضب ؟
أفيدونا غفر الله لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعند تعارض أمر الوالدين بحيث لا يمكن الجمع بينهما ، فإن المقدم طاعة الأم ، كما في الفتوى رقم :33419 . لكن بشرط كون أمر كل منهما بالمعروف ، لأن الطاعة إنما تكون في المعروف ، أما إذا كان أمر أحدهما بمعصية فإنه لا يطاع، وأمر الأم بعدم السلام على زوجة الأب ليس من المعروف كما سبق بيانه في الفتوى رقم :3080 .

وعليه فيطاع الوالد في السلام على زوجته ، وإذا قدرتم على إخفاء ذلك عن الأم فهو أفضل ، مراعاة لمشاعر الأم .

وينبغي نصح الوالد بالعدل بين زوجتيه ، وتحذيره من الميل إلى زوجته الثانية ، ومن عدم الإنفاق على زوجته الأولى، ويمكن الاطلاع على الفتوى رقم :9451 .

والله أعلم .


مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني