الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

روضة ابن المعدل من مراجع ابن الجزري

السؤال

أشكركم شكراً جزيلا، بخصوص سؤالي عن روضة ابن المعدل، فأنا متأكد تماما أن طرق حفص الـ 52 التي في النشر ليس فيها ابن المعدل وليس فيها مكي بن أبي طالب مع أن كتاب كل منهما من مصادر كتاب النشر الأصيلة، والذي في صريح النص أن روضة ابن المعدل مما حرره الأزميري زيادة على النشر، ولا أدري كيف اتصال سند من يقول إن الروضة من طريق الطيبة، فإن سند ابن المعدل لرواية حفص ليس في النشر، ولا أدري ما الحال لو ادعى مدَّعٍ أنه يقرأ بحفص من طريق التبصرة مثلا لمكي على أنها من مصادر النشر، وكتاب التبصرة مطبوع في حين لم تطبع الروضة، أفيدونا فإني أحبكم في الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن القراء المتقنين المسندين يدرسون الطلاب بما أخذ من النصوص والمتون العلمية مع ملاحظة تحريرات المشايخ المسندين وقد حصل هذا في طريق الشاطبية، وطريق الطيبة وهذا هو الأصل الذي جرى عليه العلامة الأزميري في بدائع البرهان حيث كان يرجع إلى أصول النشر ويقارن بين ما ورد فيها وبين ظاهر كلام النشر فلذلك استدرك على ظاهر النشر عدّة مسائل وتبعه في ذلك الجمهور، ومثل هذا يقال أيضاً في الشاطبية حيث هناك كتب حررت ما في الشاطبية، وبينت الأوجه التي خالفت أصول الشاطبية ككتاب الإتحاف للحسيني وكنز المعاني بتحرير حرز الأماني للجمزوري وغيرها، وهذا التحقيق قائم على أساس مهمّ وهو الرجوع إلى أصول الشاطبية لإدراك الأوجه الصحيحة من الضعيفة ثم إن الشيخ عامر بن السيد عثمان لم ينفرد بتدريس هذا الوجه من طريق روضة ابن المعدل ولا بنظمه بل شاركه العلامة إبراهيم شحاته السمنودي في منظومته المسماة بهجة اللحاظ بما لحفص من روضة الحفاظ.

كما شاركه الشيخ مصطفى الأزميري في اعتماد كون طريق الروضة من مراجع الجزري، وتابعه في ذلك الشيخ الضباع والشيخ المتولي، وقد رأينا الشيوخ المتقنين يجيزون بها من طريق طيبة النشر لابن الجزري، يجيزون بها من طريق أحمد الزيات، والشيخ عامر، والشيخ الضباع، والشيخ محمد رحيم بخش.

قال الضباع في صريح النص: قد اختار ابن الجزري رواية حفص من طريقي عبيد وعمر وعنه... واختار طريق عمرو من طريقي الفيل وذرعان عنه.... واختار طريق الفيل من طريق ابن خليع من المصباح والمبهج ومن طريق الطبري من الوجيز والكامل والمستنير ومن طريق الحمامي من المستنير والكامل والمصباح والتذكار وكفاية أبي العز وجامع ابن فارس وغاية أبي العلاء وكذا من روضة المالكي وروضة المعدل على ما حرره الازميري زيادة على ما في النشر.

واختار طريق ذرعان من غاية أبي العلاء والمصباح وكفاية أبي العز، والتذكار والمستنير ومن طريقي الحمامي والمصاحفي من جامع ابن فارس ومن قراءة الداني على أبي الفتح فارس عن عبد الباقي عن القلانسي عنه ومن طريق الفارسي من التجريد ومن طريق السوسنجردي من روضة المالكي ومن طريق الحمامي منها ومن روضة المعدل على ما حرره الأزميري زيادة على ما في النشر أيضاً.

ثم إن مما يؤيد كون روضة ابن المعدل من مراجع ابن الجزري كونه ذكر قراءته بها في عدة قراءات فلعل عدم ذكرها في قراءة حفص غلط وسهو منه رحمه الله، ولذلك استدركها عليه الأزميري وتابعه المشايخ المعاصرون الذين ذكرنا بعضهم وهم أدرى منا بوجوه القراءات واتصال أسانيدها إذ قد أفنوا كثيراً من أعمارهم في تحقيقها وتدريسها وتحرير وجوهها رحمهم الله تعالى، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 69988 مرة أخرى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني